نصوص أدبية

سِربُ الحَمام

abdulfatah almutalibiفبأيٍّ من الشجون تماري

والتباريحُ موقداتِ الأتونِ

 


 

سِربُ الحَمام / عبد الفتاح المطلبي

 

غنِّ يا نايّ مُشجياتِ اللحونِ

أطلقْ البيضَ من حمامِ شجوني

***

حائراتٌ تسفُّ فوقَ بحارٍ

مزبداتٍ ومَوْجُها من ظنوني

***

وبغاثٌ من الأمانيّ غرقى

طافياتٌ ما بينَ نونٍ ونونِ

***

كم تترستُ بالهوى مستغيثاً

وحشدْتُ الآهاتِ للذودِ دوني

***

وتوسلتُ بالرؤى وهي عُميٌ

وعصاها كسيرةٌ مذ قرونِ

***

لا تزال الرياحُ شرقا وغرباً

صائلاتٍ يُثرنَ بحر سكوني

***

وإذا خيليَ المغيرةُ وهمٌ

ومن الرملِ قد بنيتُ حصوني

***

وإذا الموجُ قد مَحا كلّ شيءٍ

لم يذرْ غيرَ ملحهِ في عيوني

***

واندحارٌ يتلوهُ ألفُ اندحارٍ

وخرابٍ وخيبةٍ وركونِ

***

دلَقَ الليلُ حِبرَهُ في كتابي

فإذا النأيُ حالكٌ بالمتونِ

***

فبأيٍّ من الشجون تماري

والتباريحُ موقداتُ الأتونِ

***

أيها الوجدُ ما أنا غيرَ صبِّ

كأكأتني الحظوظ نحو جنوني

***

إن للعشقِ أرخبيلَ جِنانٍ

دونهُ لو علمتَ خوضُ المنونِ

***

فترفقْ بمهجةٍ ضجّ فيها

عارمُ الوجدِ مثل ثورٍ حرونِ

***

غنِّ يا ناي لا تزال الأغاني

ترجمان الجوى بدرب الظعونِ

***

ففؤادي أراه طيراً تناءى

سربُهُ عنهُ في الزمانِ الخؤونِ

***

قد أتى واهنَ الجناحِ كسيراً

يشتكي قسوةَ النوى للغصونِ

***

خُذْ حُطامَ الفؤادِ واشعلهُ نارا

فزنادُ اللهيبِ بين عيوني

***

وتعلّم من النوائبِ شيئاً

يعصمُ الجفنَ من نثيث الشؤونِ

***

صار ليلُ الفراقِ ليلاً طويلاً

والنهاراتُ فيهِ محضَ سجونِ

 

في نصوص اليوم