نصوص أدبية

صفحاتٌ ممزّقةٌ من كتاب الوعد والعهد

jawadkadom gloomوبـحـري شـديــد الغــور يـحـفــظ لـؤلـؤي

كــأنــي أراه الــيــومَ يـــتـــركـــهُ الــمـــدّ

 


 

صفحاتٌ ممزّقةٌ من كتاب الوعد والعهد / جواد غلوم

 

ســـئــمــت مـــديــد الــعمــر نــفيــاً وغــربـةً

تــمــيــد بـــيَ الأيـــام  والـــزمــن الـــوغــــد

 

تــعــبْــت كثـيرا ، هــدّنــي الشــوق والنـــوى

ومــزّقـــنــي الــهــجــر الـمــعــنّــد والــبعْـــد

 

وكــلّ حــــيــاتـــي جـــفــوةٌ إثـــر جـــفــــوة

كــأنّ نــصــيـــبــي طبعُــهُ المكـــر والصـــدّ

 

وأرقـــب وعْـــدا ظــلّ يــخـــدع نــاظــــري

ألــوذ بــه يـــأســا ولا يـــنـجــلـي الــوعــــد

 

وأحســـب سـاعــات الــلــقــا بـهــنــيْـــهـــةٍ

أتــوه مــع الســلـوى ولا يــنــتـهــي الــعـــدّ

 

وأضــربُ أخــمــاسا بـأســداسِ لــوعــتـــي

تــطـيــر بــيَ الأوهــامُ والمـلــتــقـى بـعـــدُ

 

أيــجْــزرني مـائـــي بـأول عــطـشـــةٍ ؟ ؟

تــغـادرنــي الأفــراحُ والــيُمــنُ والسـعْـــد

 

وبـحـري شـديــد الغــور يـحـفــظ لـؤلـؤي

كــأنــي أراه الــيــومَ يـــتـــركـــهُ الــمـــدّ

 

وصرحي مـهــيــبٌ راكــزٌ مثـل مـبدئــي

يـخــرّ صـريــعــا كـالـهـشاشــة يــنــهَـــدّ

 

واني أنـا المحــروق فـي لـهــفــتـي لـهــا

وتـحســب ان الـنـار فـي عُــرفِــها بـــرد

 

وتُــطعـم نــفـسي علــقمـا سَــمّ داخــلـــي

وفي حوزتي الاطـيـاب والشهـد والقــنــد

 

فــأمــطـــارهـا جــدبٌ وغــيــمٌ مـسـافــرٌ

ويـفـزعني مـن غـيـثِــها البــرق والرعـد

 

عــلامَ أديــم الشـكــر فـي حـبّــها ســدى

فأخــرِسْ لسـان الشــكـر يــاأيـها الحمــد

 

رويــدك يا قــلبـا سريـعــا وجـــيــفـــهُ

أتركــض كالــمفزوع تـلحقـهُ الاسْدُ ؟؟

 

أعيش زمان الشيـب ، ضاعت فـتـوتي

تــقــاذفــها الأشــتات والـدرب يــنســدّ

 

حنـنـتُ الـى عرقــوب ، أهــون وطـأةً

مـواعــيــدهُ تٌــرجـى ومـوعـدهـا ســـدُّ

 

وماعبــثــتْ سلــوى بصفــوِ سريـرتي

وماهــتـكـتْ ســرّي بـثـيــنـة أو دعــدُ

 

عهود بسوق الزيف تُـهـدى وتُـشتـرى

فما أبخس الأخـلاق لـو رخص العهـدُ

 

وما نـفـع حــبٍّ نـائــمٍ فـي سـكــونــهِ

أيحسمُ نــصرَ الحرب لو قاتـل الغـمدُ

 

رباطـة جــأشـي غــادرتْني ولم تعــد

وعقلــي مضـاعٌ عافهُ الحلّ والعـقــدُ

 

هـزلتُ بـلا سقْـمٍ ، تراخـت إرادتــي

فما يستوي في عزميَ الجذب والشّدُ

 

سواءٌ تـبــدّت سـدفة الليـل والضحى

كـأني قرأت الشعــر لــو انـهُ ســردُ

 

أديــموا وثـاق الحــبل بيـني وبيــنها

وهل يـوثق الأخيار ماخـرّبت رنــد

 

اذا رحـلت رنـدٌ الـى غــير رجعــةٍ

فـلا خـمـرةٌ تسلــي ولا نـدّها هــنــدُ

 

في نصوص اليوم