نصوص أدبية

الشهيد لافين وصفي اسكندر

abdulsattar nooraliإنّي قد شممْتُ العطرَ

في حضني، وأحسسْت بدفءٍ

 


 

الشهيد لافين وصفي اسكندر / عبد الستار نورعلي

 

قالتِ الغيمةُ:

مَنْ هذا الذي حطَّ

على حضني سراجاً،

فأنارَ الكونَ مِنْ حولي،

فأمطرْتُ نجوماً، وبدورا.....

 

قُلْتُ: لافينُ حبيبُ الشمسِ،

في صدرِهِ عشقُ النورِ،

ضمَّ الناسَ في قلبِهِ مصباحاً

يُضيءُ الدربَ للعابرِ

في أقطارِ هذا العالمِ الوحشيِّ

منذوراً، غريرا....

 

قالتِ الغيمةُ:

إنّي قد شممْتُ العطرَ

في حضني، وأحسسْت بدفءٍ

مثلَ دفءِ الشمسِ أهدتني

شُعاعاً، وحبورا.

 

قالتِ البستانُ:

مَنْ هذا النسيمُ المارَّ

كيْ ترقصَ أشجاري وأزهاري لهُ،

تحملُهُ فوقَ كفوفِ الحبِّ

صوبَ النجمِ محبوباً أثيرا؟

 

قالتِ العصفورةُ: اشتقْتُ إليهِ،

فرأيْتُ القبسَ الطائرَ،

مَنْ هذا؟

أجابَ الغصنُ: لا تدرينَ!؟

هذا الغِّرُ لافينُ،

استحالَ النجمةَ الطارقةَ

الآفاقَ بالعشقِ

صغيراً، وكبيرا!

 

إيهِ، يا حُلْمَ الرسالاتِ،

اختفتْ مِنْ لغةِ النورِ المسرّاتُ،

استفاقَ الوحشُ في الظلمةِ

أنياباً، وحقداً، وسعيرا!

 

قالَتِ الأمُ: أما مِنْ طارقٍ

يطرقُ بابَ الروحِ،

يسقيني عيونَ القلبِ

مَنْ راحَ إلى بارئِهِ العلويِّ

نجماً باهرَ الطلعةِ

كالوردِ جميلاً ونضيرا؟!

 

قالَتِ الغيمةُ:

أسقيكِ رحيقَ القَطْرِ

برداً وسلاماً،

فالذي ماتَ شهيداً

دونَ موتِ الآخرينْ،

عاشَ في الفردوسِ والقلبِ

خلوداً ساطعاً

بدراً مُنيرا......

 

الجمعة 23.10.2015

 ..................

لافين وصفي اسكندر: ابنُ العشرين ربيعاً، استشهد أمس في حادثة مدرسة كرونا في مدينة ترولهتان بالسويد. حيث هاجم المدرسةَ شابٌ سويديٌّ عنصريّ في العشرين من عمره بسيف وطعن الشهيد الذي حاول منعه عن تلامذته. كما طعن طالباً آخر في السابعة عشرة. وقد أطلقت الشرطة عليه رصاصتين فمات على أثرها.

 

في نصوص اليوم