نصوص أدبية
مِـنْ قـديم ِ الـمـكـان
لـيس قـبْـلَ انـدكاك ذروة صمـت ٍ
واجـتـيـاز ِالغـزال ِ دغـلَ ذئـابـِكْ
مِـنْ قـديم ِ الـمـكـان / جمال مصطفى
لـم تـجـدْهـا ترعـرعـتْ في غـيـابـِـكْ
زهـرة ٌ تـرتــوي بـمـحـض سـرابـِـكْ
والـدلـيـلُ الـشهـيـدُ نـحـلـة ُ لــيــل ٍ
لا ترى الـفجـرَ زاحـفـا ً نحـو بـابـِـكْ
أشـذاهـا الـشـريــدُ غـيْـمٌ مُـسِــفّ ٌ
أمْ تَـلَـفــَّـعْــتَ عـاريـــا ً بـضـبــابـِـكْ ؟
مُـستـعـيـنـا ً عـلى ضـجـيـج ٍ عـمـيم ٍ
بـالأخـصّ الـرخـيــم مِـن زريـابـِـكْ
كـلّ مــا رتّــلــوا ومـا لــم يُــرَتَــَّـلْ
يـتـصـادى هـنـاك بـيـن قـبــابــِكْ
الـرجـاءُ الـكـسيـحُ يَـصعــدُ زحـفــا ً
فـعـسى أنْ ... عـلى خـطـى لـبـلابـِكْ
مِـن قـديـم ِ الـمـكان تـلـك الـلـيـالي
مُـقـمـراتٌ عـلى جـنـاحيْ غـرابـِكْ
قـشــرة ً بـعــدَ قـشــرة ٍ تَـتـعــرّى
والـتـعَــرّي الأخـيـرُ نـزْعُ لـُـبـابـِـكْ
لـمْ تجـدْهـا وجـدْت َ.. هـل كان بابا ً
وحـدَه ُ شـاخـصـاً أمـام َ خـرابـِـكْ
خـلـفـه ُ الـسـورُ، لـو تـسـلّـقَ ظـل ٌ
لَـتـَـفـَـشّى الـنـبـاح ُ بـيـن كـلابـِـكْ
لـرأيـتَ الـنجـومَ َسـبّـحـنَ ُظـهـرا ً
عـاريـاتٍ في حضـرة اسْـطـِرْلابـِكْ
هـا هـنـا اللارجـوعُ مثـلُ نـزيــف ٍ
مستـمـر ٍ حـتى اكـتـمـالِ انـسكـابـِكْ
لـكـأنِّ الـتـاريـخَ لـَـمْــع ُ سـيــوفٍ
وكـأنّ الـنــدوبَ مـا بـي ومـا بـِـكْ
خـُـيَـلاءٌ عـلى ظـهــور ِ خـيــولٍ
وشـقـاءٌ بالـسوط، تحـت الـسنابِـكْ
مـعـْـمَـعــان ٌعـلى مَـعــيـن ٍ أخـيـر ٍ
وافـتـتـانٌ بـحـبـْـكـَـة ٍ وبـحـابــِكْ
كـمْ تـريّـثـت َ والـهـشـيـمُ انـتـظـارٌ
أنْ يـسـوم َ الهـشيـمَ عـودُ ثـقـابـِكْ
قهـقهـاتُ الأشـباح، نَـسْج ُ خـيـوط ٍ
عـنكـبـوتُ الـمجاز، بـيـت ُ لـُعـابـِكْ
لـمْ تجـدْهـا، وجَـدتَـهـا، لـمْ تجـدْهــا
عـشبـة ُ الـسرّ، سرّهـا في تـرابـِكْ
كـلّ غـمـّـازة ٍ: سَـبـَـيْـتـُـكَ سَـبـْـيــا ً
وصلاة ُ الكـمـان قـوسُ انـسيـابـِكْ
بـالـنـهـــاونـد، سربـُهـا كـلَّ لـيـل ٍ
ريـشـة ُ( الله ) عـودُهـا أسـرى بـِكْ
يا مـروجَ الـمرجـان في كلّ غـوص ٍ
شاعـريٍّ عـلى امـتــدادِ شِـعـــابـِـكْ
يا لهـذا هـذا الـنزوع نحـو الـتأسّي
باجـتـراح الـخـريـف لـوحة َغـابِـكْ
جـنـّة ٌ: حـورُهـا ولـطـخـة ُ حـبــر ٍ
غـطـّـتْ الكأسَ في غـلاف كـتـابـِكْ
إنّ إثم َ الـشِبــاك غـَـزْلٌ وقـنْـصٌ
فـتـبَـرّأ ْ مُـصَـرِّحـا ً: لـن أ ُشابـِكْ
إنـنـي زاجـــــلٌ ولـم يـبـقَ مِـنّي
بعـدَ ذاك الـحَــمــام غـيـرُ إيـابـِكْ
غـلـطـة ً فـوق غـلـطـة ٍ يـتـعــالى
شاهـقـاً في الظـنون برجُ ارتكابكْ
غـجـــريّاً مُـغـجـِّـراً كـلّ َ مـعـنى
لا عـدوّاً لـهُ سـوى اسـتـتـبابـِكْ
لمْ تجدْها، سمعْـتَ صوتاً يُغـنّي:
حـانـة ُ الـمـاوراء بعْـدَ حـسابـِكْ
لـيـس قـبْـل انـكسـار آخـر مجـذا
ف ٍ مغـامر ٍ طاعـن ٍ في عُـبابِـكْ
لـيس قـبْـلَ انـدكاك ذروة صمـت ٍ
واجـتـيـاز ِالغـزال ِ دغـلَ ذئـابـِكْ
لـيس قـبْـلَ انـزيـاح كـلّ حجـاب ٍ
واحتساب الجُناح بعـضَ ثـوابِـكْ
ليـس قـبْلَ الجنـون مَـسّا فـمَـسّا
ثمّ عـقـلُ الجنون بَـعْـدَ اقـترابـِكْ
انتَ
منهـا يـا صاحبي قـابُ قوسي
أنـا
مـنهـا يـا صاحـبي قـوسُ قـابـك ْ
ونـبــيــذي لا خـمـرَ فـيـه إذا مـا
يـكُ مِمّـا اعـتـصرْتُ مِـن أعـنـابـكْ
شـدّة الـلّـه شامـة ٌ مِـن شـمـوس ٍ
فـوقَ لامَيْـن في لـيالي ارتـيـابـِك