نصوص أدبية

تنامُ عيونٌ

abdulfatah almutalibiفإن الحصى والماسَ أولادُ صخرةٍ

يرى الفرقَ ما بيــن الشقيقينِ باصِرُ

 


 

تنامُ عيونٌ / عبد الفتاح المطلبي

 

تنامُ عيونٌ بَيـْــــــــــــــــدَ أنكَ ساهرُ

كأنّكَ مأسورٌ وقلبـــَـــــــــــكَ طائرُ

***

جُبِلتَ علــــــــــى دينِ الوصالِ تَعبّداً

وغيرُكَ مجبولٌ علــــــى الهجرِ كافرُ

***

فإن الحصى والماسَ أولادُ صخرةٍ

يرى الفرقَ ما بيــن الشقيقينِ باصِرُ

***

وكم باحثٍ بيـــن الحَصَى عن كريمةٍ

لعلّ الذي بيــــــــــنَ الحُصيّاتِ نادرُ

***

حُطاماً رَمَتهُ الريحُ فوقَ دروبها

وعزّ بغُلـــــــــواءِ المصيبةِ جابرُ

***

غريقٌ يرى فـــي الشوقِ قشّةَ يأسهِ

ومُغرِقُهُ في مركبِ النـــــــأيّ ماخر

***

يسفُّ سفيـــــــــفاً والمسافات تحتهُ

ومن فوقهِ نســـــر الغواياتِ كاسرُ

***

فلا شجرٌ يهوي إليـــــــــه  مُناوراً

ولا هو حرٌ فــــي السماواتِ دائِرُ

***

تمُنّ عليه الريـــــــــــحُ أنّ جناحَهُ

بغيرِ صَباها قاصــــرُالريشِ حائرُ

***

كأمِّ القَطَا لا تستطيــــــــــع فراقَها

وإن طارَ صَحبٌ أو تَعقّـــــبَ ناحرُ

***

تدورُ المنايا حوله كيـــــــف يتقي

مخالبَها والدهرُ فــــي الغيّ سادرُ

***

ووا عجباً يـــــأوي الغزالُ للبوةٍ

ويأمنُ مـــــن جزرٍ ويهلعُ جازرُ

***

وليسَ عجيباً أنَّ ترى البازَ شاكياً

تُزاحِمُهُ حُرَّ الفضـــــــــاءِ القنابرُ

***

وأنّ بدوراً يجلوَ الليــــــلَ نورُها

يمُنّ عليها فــــــــي المفازةِ عابرُ

***

كفيفٌ يقود الناس عبـــــرَ  متاهةٍ

ويُبعَدُ فـــــــي تلك المتاهةِ باصرُ

***

هوى عَمـَرانُ الناسِ حينَ توسّعتْ

تُرمِمُ أحياءَ الفَنـــــــــــاءِ المقابرُ

***

يتيمةَ  أفراحٍ تَمُـــــــــــرُّ سنينُنا

وأيامُنا عُجــــــفٌ نِحافٌ عواقرُ

***

مُدجّجةٌ بالخبثِ تلــــــكَ طِباعُها

تقودُ سراياها حظـــــوظٌ عواثرُ

***

يحومُ علينا باشـــقُ الهجرِ جائعاً

كأن خوافيهِ سيــــــــــوفٌ بواترُ

***

تُرى أيّ حــــظٍّ للسلامةِ  بعدهمْ

وللشوقِ في قلبي  تضجُّ عساكرُ

***

ومن يركبُ الأخطارَ يحتمل الأذى

ويجملُ أن يرضــــى بذاك المغامرُ

***

تباينت الأقدارُ  والأمــــــــــرُ مبهمٌ

فربّ امـــــــــرئٍ ينجو ويخفقُ آخرُ

 

في نصوص اليوم