نصوص أدبية

صَليلُ السِلسِلَةِ

abdulfatah almutalibiالموت سيدُ هذه الدنيا وحاكمها

يقضي قضاءً مُبرماً ما أعدلهْ

 


 

صَليلُ السِلسِلَةِ / عبد الفتاح المطلبي

 

لاشكَّ أن الدهرَ أمعنَ بالهوانِ وغوّلَهْ

يدهُ تجيدُ الصفعَ،

ذو باعٍ طويلِ السخطِ

محفوفٌ بلحنِ الوَلْوَلَهْ

زَلِقُ المسالكِ

بارعُ الأوصابِ

مُنسَلٌّ كأفعى الجلجلهْ

يتوعد النبضاتِ

أن تُمنى بأنواعِ الولَه

وصرفتُ أيامي إلى أشجانها

وطويتُ كشحاً

فانتهت بدداً وصارت مُهملَهْ

هبني تجنبني المماتُ

فأيّ شيءٍ أفعلَهْ

نحيا وأرديةِ الحياةِ مهلهلهْ

يا غوث قلبي يا لفاجعتي

ويا للمُعضلهْ

 

هذي الحياةُ

حماقةً صارتْ

وصِرنا نَحنُ فيها المَهزلهْ

والسِفرُ يُفقهُ حينَ تقرأ أولَهْ

شتان ما بين الحقيقةِ والسرابِ

بينَ المراكبِ والعُبابِ

بين التجليَ والغيابِ

بين القطيع وبين جائحةِ الذئابِ

وبينَ من قرأ الكتاب وأوّلَهْ

سطعَ الضياءُ ببارقٍ

كالسيفِ تشحذُ نصلهُ كي تحملَهْ

وَضْعُ الحبالِ على الغواربِ من علامات البلَهْ

وكما أعاصيرُ النوى

لا ريب إن مرت على قلبِ الفتى لن تغفلَهْ

وكما هطول الغيثِ

قد أحيا  المواتَ وبلّلَهْ

أنا كنتُ في الحالين

أسمعُ في الوصيدِ الأسئلهْ

لكنني والقلبَ

نذرعُ أرضَ نأيٍ موحلَهْ

ماذنبُ هذا القلب

حين جرى إليكِ

لعلّ سهمكِ أمهلَهْ

ورأيتُ قلبي

قد ترعرعتِ المنيّةُ فيهِ

صارتْ سُنبلهْ

والآن قد نضج الحصيدُ

فهيئي ياروحُ حقلكِ والزمانَ ومنجلهْ

ما السعيّ إلا في سرابِ

وللسرابِ

وما جنينا منهُ إلا البلبلهْ

حمقى

ولسنا غير صُلبِ المشكلهْ

الموت سيدُ هذه الدنيا وحاكمها

يقضي قضاءً مُبرماً ما أعدلهْ

والدهرُ سجنٌ والهوى السجانُ

والقلبُ السجين

لو كان في مقدورهِ لنْ يقفلَهْ

لكنهُ المغلوبُ آمن بالغرابِ

فضلّلَهْ

ولقد زُججنا فيهِ

دونَ جنايةٍ أو مسألهْ

قيل ارسفوا بالقيدِ

فالإفراجُ ضربٌ من سرابِ الأخيلهْ

الله يا هذا السجين

قيودهُ عشقٌ

ويطربهُ صَليلُ السلسلهْ

 

في نصوص اليوم