نصوص أدبية

ثُلاثيّةُ عبدِ اللّهِ

souf obidوعندمَا صادرتِ البلديّةُ عَربتَهُ

يومَها أحَسَّ أنّ تُونسَ أوحَشَتْهُ

 


 

ثُلاثيّةُ عبدِ اللّهِ / سوف عبيد

 

إذا سُئِلَ عَنِ الصِحَّةِ

قال الحَمدُ للّهِ

إذا سُئل عن العِيال

قال الحمدُ للّه

إذا سُئل عنِ الرّزقِ

نظرَ إلى العربةِ

ثُمّ إلى رِجْلِهِ

وقال: الرّزقُ على اللّه

حُبّبَ إلى عبدِ الله منَ الدّنيا ثلاثٌ:

– بَرّادُ الشّايِ

إذا اِنتصبَ على الكانون

وأولادُ عبدِ اللّهِ مِنْ حَوْل عبدِ اللّهِ

يَمرحُونَ

ـ الجازيةُ مُخبَّلةٌ في شَعرها بالحنّاءِ

وتلوحُ من وَشْمتِها الخضراءِ

حمراءَ خضراءَ

خضراءَ حمراءَ

ثمَّ الحجُّ إلى بيتِ اللّهِ

للوقوفِ عندَ قبر المُصطفَى

صلّى اللّهُ عليهِ

وسلّمَ

ثلاثةُ أشياء لا يحترمُها عبدُ اللّه:

علاماتُ المُرور

الرّاحةُ الأسبوعيّةُ

العُطلُ الرّسميةُ

عبدُ اللّه بكَى في ثلاثٍ:

يومَ مَوتِ أمّهِ

وعندمَا صادرتِ البلديّةُ عَربتَهُ

يومَها أحَسَّ أنّ تُونسَ أوحَشَتْهُ

وبكَى فرحًا

ليلةَ زلزلَ صاروخُ الحُسَيْنِ

تَلَّ أبيبٍ

يبتسمُ عبدُ اللّهِ عند سَماع ثلاثٍ:

بأنّ الأرضَ كرويّةُ الشّكل

بأنّ المَرأةَ مُساويةٌ للرّجُل

وعندَ سماعِهِ يوما حكايةَ جُحا

والحمار

يضحكُ ويقُول:

لو كنتُ جُحا

لجَعلتُ الحِمارَ

للعربةِ

ورَكِبْتُ أنا واِبنِي

وعبدُ اللّهِ

ضامرٌ صَلْبٌ كالرُّمح

يِشُقّ المدينةَ

مَلِكًا

يدفعُ العربةَ خُطوةً

خُطوةً

يَجُرُّ رجلَهُ

العَرجاء

 

في نصوص اليوم