نصوص أدبية

مفضوحون. وأغبطهم!

MM80هناك تولج الحياة في العدم

ويولج العدم في الحياة

 


 

مفضوحون. وأغبطهم! /بلقيس الملحم

 

يعرفون قصصهم

يقرؤون قصائدهم

ويتغنون بها

أو يمثلونها على خشبة المسرح

يكتبونها

أو يروونها

أو يسمون زهورهم بأسمائهم

أولئك عشاق مفضوحون

يلتقون عند جسر

أو في محطة

أو تحت ظلال الأشجار

أو ليكن تحت أسنة الرماح!

.

.

في سرمدية الحب

تنشق التربة عن فسائل الرغبة

وتورق الأقدار

شجيرات أمل

وزهور يانعة على قبري شهيدين

تنمو على قارعة القلب الذبيح

يرقدان تحت قباب مزخرفة

ملتحفان ببلاط بارد..

بارد..

لا حارس هناك

غير بريق العيون الدامعة

وشتلات الزهور النائمة على صدريهما

أي قلوب خذلها العشق؟

أي أنفاس أرق من غيمة؟

هناك تولج الحياة في العدم

ويولج العدم في الحياة

ثمة ما يُراق على الأوتار

لحن حزين

أو ضحكة متعبة

.

.

مفضوحون في الموت

في الصلاة الطويلة

والدمعة النحيلة

مفضوحون في سعير الليل

وهو يفضي بهم إلى كتب التاريخ حتى شاشات الضوء

مفضوحون وأغبطهم!!

كشدو الطيور وهي تصافح بعضها

كخضرة الأشجار وهي تبتسم للمطر

كأصابع تشتبك تحت هيجان الشوق

أو تحت القصف الوحشي

سيان..

إنهم يلتصقون

ويتحدون حتى في التراب!

.

.

ماذا عنا يا بعيد المسافة؟

أأدنو منك وأنت القديم الذي عاش مع أنكيدو

وبات من المستحيل مثلا

معرفه وجبة عشائك البارحة

أوقات استحمامك

أو مواعيد الطبيب

الذي نصحك بالعافية لو أنك تمرر أصابعك في شعري

أو تهتدي إلى رئتي الورديتين

هل تشمني الآن؟

تسمع أنفاسي وهي تصعد على صدرك؟

كيف يكون طعم قبلة تقاس بالجنون..

بالمسافة

وبالزمن العنيد..؟

ما لا تدركه

أن الضوء مني يتمدد كل ليلة

قابضاً على شفتيك

في عتمة مدينتك الباردة

وبأن دجى السماوات حين تنام

يكون لروحي أجنحة

يحمل طفلاً أشبعناه قبلاً وأحضانًا طويلة

وبأن عين الصبح تقودني لإيقاظك من غشيتي بك

وبأن خضرة الأوراق تخيط لنبضي لسانًا يغسلني منك

لا صدر يعلو أو يهبط..

لا نار تتقد فيغطي دخانها هذه القصيدة

جميعهم مفضوحون!

إلا أنا وأنت

نسلب من فم القصيدة اسمينا

لنحيا يقينا في الحب

ونموت يقينا في اللقاء!

 

في نصوص اليوم