نصوص أدبية

محمَّد (ص)

basem alhesnawiأسماءُ ربِّكَ أسماءٌ وصفتَ بها

عداكَ لا غيرَ من أسمائِهِ الأحَدُ

 


 

محمَّد (ص) / باسم الماضي الحسناوي

 

من آدمٍ أنتَ لكن آدمٌ ولدُ

فليسَ للنورِ في أصلابِهِ أمَدُ

نعم فأنتَ ترابٌ مثلُهُ فإذا

لم تحجبِ الحقَّ في تلكَ النُّهى عقدُ

فأنتَ أوَّلُ مخلوقٍ لخالقِهِ

فليسَ قبلكَ خلقٌ مطلقاً وجِدوا

ولم تكن هكذا من آدمٍ ولداً

بل كنتَ نوراً براهُ الخالقُ الصَّمَدُ

أسماءُ ربِّكَ أسماءٌ وصفتَ بها

عداكَ لا غيرَ من أسمائِهِ الأحَدُ

فكلُّ ما قد نرى أو لا نرى أبداً

لولا محمَّدُها بالحقِّ ما حُمِدوا

فلا سماءٌ ولا أرضٌ ولا ملكٌ

ولا الورى، كلُّ هذا الخلقِ لا يردُ

فليسَ يُعبدُ إلا الله ثمَّ إذا

شاؤوا العبادةَ عن شرطٍ فما عَبَدوا

شرطُ الإلهِ هو الشرطُ الوحيدُ وقد

فازَ الملائكةُ الأبرارُ إذ سجدوا

وخابَ إبليسُ لم يسجد، أبى كبراً

وقالَ كيفَ وذا من طينةٍ جَسَدُ

هو الغبيُّ إلى حدِّ الثمالةِ لو

قد أدركَ السرَّ لم يوغر بهِ الحسدُ

السرُّ أنك في الأصلاب مندرجٌ

وأنت أوَّل نورٍ، بعده اتقدوا

***

يا أيها الوتر إلا أنَّ حيدرةً

نورٌ من النورِ ثمَّ النورُ يطَّردُ

والنورُ يجمعُهُ بالنورِ فاطمةٌ

ما انشقَّ إلا وفيها سوفَ ينعقدُ

أشعَّةُ النور حتى الآن ما انقطعت

آثارُهُ، كائنٌ لا بدَّ ما وُعِدوا

سيملأ الأرضَ عدلاً بعدما ملئت

جوراً ومنهُ فلولُ الظلمِ ترتعدُ

ستقتلُ الظالمَ الباغي جريرتُهُ

غداةَ كلُّ قوى الإنسانِ تتَّحِدُ

لا شرعَ إلا الذي جبريلُ أنزلَهُ

أما قوانينُهم-تعساً لها- الزَّبَدُ

حتى الألى قيلَ عنهم إنهم عملوا

بما أتيتَ بهِ خابوا وما رشَدوا

بنو أميةَ لو قيسوا بما فعلوا

كانوا سواءً وقد عاثوا وقد فسدوا

وقد رأوا أدمعَ الثكلى كأيِّ حصىً

داسوا عليهِ بلا فرقٍ كمن حَقَدوا

رؤوسُنا عندَ أبناءِ الزناةِ غدت

من داعشٍ وسواها كلِّ من وفدوا

بطوننا تلك غرثى لا طعام بها

قد شحَّ بالكسرةِ الخبزِ الألى حصدوا

وما الذي حصدوا؟ مالاً وأرصدةً

لو وُزِّعت بسواءٍ بوركَ البلدُ

هم يذكرونَ علياً كيفَ ما خذلت

كفاهُ كفَّ فقيرٍ جاءَ يرتفدُ

وكيفَ في ظهرِ زينِ العابدينَ بدت

آثارُ أوعيةٍ بالزادِ تحتشِدُ

حتى إذا جدَّ أمرٌ تلكَ أفئدةٌ

لنا بأفواهِ أهلِ الدينِ تُزدَرَدُ

لا يكتفون بقلبِ الشعبِ تمضغُهُ

أسنانُهُم فأثارَ الشهوةَ الكبدُ

الله يبرأ منهم كلما قرأوا

وحيَ الإلهِ فغيرَ الزيفِ ما قصدوا

قد كنتُ بالأمسِ شبعاناً ومضطهداً

لكنني اليومَ غرثانٌ ومضطَهَدُ

***

قالوا انتبِهْ فجحيمُ اللهِ يسكنُها

قومٌ هراطقةٌ عنا قد ابتعدوا

فقلتُ من أنتمو؟ قالوا: عباقرةٌ

بعضٌ فلاسفةٌ والكلُّ مجتهدُ

هل تأكلونَ طعاماً من أكفِّكمو؟

قالوا: على الخمسِ بعد اللهِ نعتمدُ

وزادَنا اللهُ بعد الخمسِ نافلةً

تلكَ الوزارات فافهَمْ حينَ تنتَقِدُ

فقلتُ والزهدُ؟ قالوا: في النفوسِ، فلا

تحسَبْ من الزهدِ قوماً بالغنى زهَدوا

فقلت ماذا عن التقوى فبادَرَني

ذوو التقى أنَّها في القلبِ معتقَدُ

وليس يلزمُ تقوى القلب عفَّتُهُ

قد فازَ بالطيِّباتِ الضيغَمُ الأسدُ

إن كانَ هذا هو الدين القويم إذن

فليشهد اللهُ أني ضمنَ من جَحَدوا

 

في نصوص اليوم