نصوص أدبية

حين تغزوك الطفولة بغتة

alwan husanالى

عيسى حسن الياسري

 


 

حين تغزوك الطفولة بغتة / علوان حسين

 

ربما غدا ً أو بعد غد

من ْ يعلم ُ متى

يهيج ُ الأمل ُ شرها ً كالجوع ِ.

ربما ينشب ُ الألم ُ

أظفاره ُ الطويلة في لحمك َ

أو تبيت ُ التجاعيد ُ في وجهك َ، ضحكتك َ

عينيك َ النضرتين.

تغزوك َ الطفولة ُ بغتة َ

قد تطيش ُ في غفلة ٍ

تركض ُ حافية ً روحك َ في الهباء ِ

تقول ُ هذا وحده ُ ليس كافيا ً

لا ضرورة للخطأ أو الصواب.

الألم ُ تحتاجه ُ كالدواء ِ

حين َ لا تصل ُ الريح ُ بالروح ِ

أو الروح ُ بالرعشة ِ

ستحتاج ُ إلى جرعة ٍ أخرى

من الروع ِ

لتعلم َ بأن العالم َ ليس َ سوى جدار ٍ مدوي بالصمت ِ

كف ْ عن التحديق َ فيه ِ

بعيني َ صقر ٍ متوحش ٍ

ستبصر ُ خطواتك َ ماثلة ً في الطريق ِ

وتحن ُ الأهوال ُ إليك َ.

أكلما تدهم ُ أنثى ليل َ الرجل ِ

تنسل ُ كالعاشق ِ في الحلم ِ

وتجهش ُ في البكاء ِ

مازجا ً الدمع َ بالشهوات ِ؟

لينا ً يفتك ُ بك َ الحب ُ

كالأعمى تتحسس ُ الطريق َ

تسير ُ مغلقا ً وحيدا ً نحو منفاك َ

تتقدمك َ الأصفاد ُ.

قد تجأر ُ كاليائس ِ

لا خلاص لا خلاص

وحدها الأفكار ُ تتبرج ُ في رأسك َ

لك َ أن تتدفأ َ عليها

تنهبها

ربما تفترسك َ الأفكار ُ نفسها

لا توقظ الكآبة َ في السَحَر

لا تبذر نطفتك َ اليانعة ِ

في أرض ٍ مسكونة ٍ بالأهوال ِ

لا تسق الجرح َ دموعا ً يابسة ً

فلك َ وحدك َ قد ينكشف ُ السر ُ

وردة ً لا تشيخ ُ قبل َ الأوان ِ.

لكأنك َ غيمة ٌ تمكث ُ قليلا ً

وترحل ُ

دونما صوت ٍ

لكأنك َ شبح ٌ قابع ٌ

في غرفة ٍ تفوح ُ منها رائحة ُ الموت ِ.

 

شاعر من العراق يعيش في بورتلاند \ مين

 

في نصوص اليوم