نصوص أدبية

واقفٌ والمنازل تمضي

samey alamriوتبقى لي الذكرياتُ الجريحةُ بحراً

وقبطانيَ الناي وحدَهْ

 


 

واقفٌ والمنازل تمضي / سامي العامري

 

تفوهتُ

ثم تفوهتْ

حتى وصلتُ

إلى حافة الحُبِّ

أو حافة الموتْ

على أنني لم أعدْ يا ثلوجاً

أبالي بغزواتك الشَرِسهْ

لأني غدوتُ لها مدرَسهْ

أساتذةٌ في مقاعدها يا حبيبيَ

أكثرُ عَدَّاً من الطلبهْ

وأضخمُ من أضخمِ الدِّببهْ

أساتذةٌ للألمْ

يحنّون دوماً إلى بركات قلمْ

والمساءُ طويلْ

ينام كأيِّ عليلْ

بحضني فأبغي البكاءَ فأحترسُ

فربيع الشذا مفلسُ

يماري ويختلسُ

وهذا الشتاءُ يلْوح كشارع فكتوريا دون حدْ

وقد يتهاوى على أضلعي هكذا للأبدْ

وأنا واقفٌ والمنازلُ تمضي

لتلقمَني عبَراتٍ من الحُبِّ

تلعنُ كلِّي وبعضي

ولكن كطفلٍ إذا ما يغارُ

يشيِّدُ للغيم خمسين مهدْ

خمسين عاماً من الإغترابِ،

من السفر اللولبيِّ على متن وردهْ

وتبقى لي الذكرياتُ الجريحةُ بحراً

وقبطانيَ الناي وحدَهْ

 

برلين

كانون الثاني ـ 2016

 

في نصوص اليوم