نصوص أدبية
لمذبحه هذا العويل
ومن عيون المارة تسيل جرار الدموع ،
وعلى الرؤوس الحليقة من الذنوب ،
تستريح شمس عاشوراء ..
في اكفانهم البيض رغوة دم عنيد ،
والسيوف التي بأكفهم ،
ناصعة التبيين ..
ياديـّان المحبة والشهامة والشهادة والتسبيح ،
إغفر للثعالب ذيولها المبتلاة بالإحتيال ،
وإغفر للذئاب انيابها المتسوسة من لحم الفقراء ،
إغفر للماء عسرته ،
وللأرملة حسرتها الخائنة ورغبتها السوداء ،
وللأطفال .. هذا السخام الذي زيّن براءتهم ،
فهذه ظهيرة رقدته ،
التي بطشت بها سيوف المهانة والشماتة ..
دع اليمام الغاضري يصلـّي على جثته بالتبريح ،
فترابه الطهور لامس كل جبين مشرقي ،
وعمّـته السوداء ..
ارجوحة الملائكة في الفردوس ..
مازالت اخته المسبية ترتق وحشتها ،
بأسمال الغريب ،
وولده العليل تاج البكائين ،
لم ينهض حتى هذه الدمعة ،
من سجدته ،
تكاياه ..
لما تزل مخبوءة في اقبية النفوس
وترتيل محبيه يزلزل في بيوت معتمة واقبية وقبور..
من سواه صلـّى بجماعته صلاة الخوف ،
ومن سواه رما بالدم الرضيع الى خد السماء ،
فأمطرت مشكاة الغيب جيوش ملائكة تحرسه ،
صدورنا المدماة بذكره ،
وظهورنا المسلوخة من الحديد ،
ورؤوسنا الفائرة بدم اصيل ،
تتوسل شفاعته ..
هو الباذخ في الترتيل ،
والعطشان في ارض السبيل ،
هذه ظهيرة مذبحه ،
وحليب التقوى الصافي
من انفه الهاشمي يسيل ضياء
الى يوم الدين .
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1268 السبت 26/12/2009)