نصوص أدبية

لا تسألِ الدارَ

abdulfatah almutalibiلا ينفعُ اللومُ في أمرٍ جرى قدراً

ولا الدواء إذا مــا استحكمَ الداءُ

 


 

لا تسألِ الدارَ / عبد الفتاح المطلبي

 

لا تسألْ الدارَ إنّ الــــــــدارَ صمّاءُ

هبّتْ على بابِــــــها المغلوقِ أنواءُ

 

قد مرّ دهرٌ عليها وهـــــي صامِتَةٌ

وإنّها بعدَ طـــــــــولِ الهجرِ بكماءُ

 

يجولُ فيها سرابٌ مِـــــــــنْ خيالِهمُ

وفي الزوايا من الأصواتِ أصداءُ

 

قريرةَ العينِ كانتْ فــــــي زمانِهمُ

أمّا وقد بانَ مـــــــــن فيها فعمياءُ

 

سلِ الشبابيكَ تدري كــمْ هنا وقفوا

ومن هنا غادروا يومـاً وما جاءوا

 

لا ليلَكُ الليلِ يغفو فـــوقَ شُرفتها

ولا المصابيحُ ضاءَتْ فهي ظلماءُ

 

لكمْ رقصْنا علـــــــى أنغامِ أغنيةٍ

وسامَرَتْنا بها فـــــي الليلِ صهباءُ

 

وكم لبثنا بأركـــــــــــانٍ نلوذُ بها

و ظللتنا علــــــى استحياءِ  أفياءُ

 

أغاظَ حُسّـــــادَها أن تنتشي فرحاً

وأن يحنّ إلــــــــى أزهارِها ماءُ

 

أغاظَهم أنّ ليلَ العشـــــــقِ ذو ألقٍ

فيها وفي الصـــــدرِ للتنهيد غلواءُ

 

لا تسألِ الدارَ عنهمْ، طارَ طائرُهم

تفرّقتْ بهمــــو في الريحِ  أرجاءُ

 

لم يبقَ منهمْ سوى الذكرى تؤْرِقُنا

ومن بقاياهمو فـــــي الجوّ أشذاءُ

 

لربَّ  يُسمَع ُ همسٌ لم يزلْ حذراً

وربّ تُذكرُ أ ســـــــرارٌ وأسماءُ

 

فراعِها لم تعدْ تقوى على عتبٍ

وإن بعضَ عتــــــابِ المرءِ إيذاءُ

 

ولا تسلْها أراها جـــــــــدَّ مشفقةً

ففي السؤال علـى التحنانِ إغراءُ

 

لا ينفعُ اللومُ في أمرٍ جرى قدراً

ولا الدواء إذا مـــا استحكمَ الداءُ

 

أقمْ صلاتَك واســـجدْ عندَ نخلتِها

وسحّ دمــــــــعكَ فالآمالُ جذّاءُ

 

وانصتْ لنائحة ٍ من فوقها هتفتْ

أما أتتكمْ مـــــــن الخُلاّنِ أنباءُ

 

في نصوص اليوم