نصوص أدبية

تبقى ثيابي بيضاً

jawadkadom gloomفكــلنـا صار نوحـا منــقــذا وطــنا

نسعى سراعا إذا الطـوفان يغـرقـه

 


 

تبقى ثيابي بيضاً / جواد غلوم

 

فـــي حــضـــرة الله أتـــبــاعٌ لـهـــم مــلَـــقٌ

وآخــرون بـقَــوا فــي الخــلــق أصـــدقــــهُ

تـــجـــاذبٌ طــاحَ فـيـــنــا مُــنـــزِلا درَكـــاً

كي نــتــرك القـســط والمــيـزان ســابــقــه

هــي الطـحـــالـب تــنمــو وسـط مــفــسـدةٍ

كـالـثــائـر العـــفّ والأنــذال تـــشــنـــقـــه

تــبــقــى البــذاءة تــاجــا كــلـمـا ظــهـرتْ

بـالـرافــديــنِ وفـي ” أوروك ” أعــرقــــه

هــي المـوازيـــن ســفــلـى لاقـــرار لـهــا

هــــذي بــلادي وأهـــلوهـا تــمــــزّقـــــه

يــغــرّب الــنـاس اصــقـاعــا مــشـتّـــتــة

وحـــدي مــع الله والأنــوار مَــــشـرقــــه

فـكيــف أنـأى بعــيـدا والسـمــيـر هـنا !!

مهــوى فــؤادي ، حـبيــبي ؛ هل افارقـهُ

الشـمـس فـي الـقلـب إشعـاعٌ تـنـيـر دمي

والضــوء فـي جـانحــي دومــا أعانـقــه

فــلا خــلاف يــزيــد النــار وقْــدتــهـــا

لـــذا تــرانــي عـــلـى رأيٍّ أوافــــقــــه

” ماأجـــمـــل الله لولا مَــن يـُـضـيّــقــهُ

لـهـم عـصاه ووحـدي مــن يـعــانـقــهُ “

ولـم أجــدْ فـيـه غـيـر الـوجـد مـتّـسعـا

في رحــبـة الكــون والدنـيـا تُـشـرّقــه

أهــيــم فـي الحــبّ حـتى انـه ولَـــدي

يصير من مـحـتـدي من بـات يعشقــه

وارتـوي مـنــه نـهـلا صافـيـا عــذبـا

مثـل الـزلال نـميــرا وهـــو رائــقــه

وأوســع الــرّحـب والآفـاق مبــتهـجا

وأشـتــم الضيــق والأســوار تخــنقـه

مـن يرتــضِ الغـلّ والأصفاد تؤنسـه

يـكــن سعــيــدا لأن الـقــيـد شائــقــه

يصغي غــناءً لوقــع السـوط مبتهجا

مستضـعَــفا أبــدا والنـدبُ مـنطـقــهُ

انا الجــمال وهـذا النجـم طـوع يـدي

هــو الرفــيـق حمـيــمـي اذ اصادقـه

لاأعرف الميـن والزلـفى اذا طفحتْ

وكيف اقــبل فــي عــقـلي ينـافــقـــه

هل ارتضي القــبـح معيارا وأوسمةً

واهـجـر الالَـــق المـــزهـوّ رونقــه

تبـقـى ثــيابـيَ بيــضا جـدّ ناصعــةٍ

لو هـلهـلَ النسـج في خيطي ارتّقـه

وما مكاني الذرى لو حـثّـني وطني

على النــزول وأعــدائــي تــمـزّقـه

أصارع الكـفر لــو كانــوا بـرابـرةً

أحمي نسيــجـيَ ممن جــاء يخرقـه

لاأصرف العمر في تيهٍ وفي مرَحٍ

اذا تـبدّت وحـوشُ الكـفـر تـرمقــه

فكــلنـا صار نوحـا منــقــذا وطــنا

نسعى سراعا إذا الطـوفان يغـرقـه

أبكيك ياموطني ، أحميك من ولَهي

فـكلّ مافــيـكَ ، حتى الدمـعُ شَيّقُــه

 

في نصوص اليوم