نصوص أدبية

قبلَ الأوان

hakim dawdiيُمشّطُ فرحي وجوه َأهلي

وحيداً تُركتُ على حاشية الزمن

 


 

قبلَ الأوان / حكيم نديم الداوودي

 

1

يمرّون

قبلَ أوانهم

قبلَ فوات الوقت

كسالى

مُحصّنة ثيابهمُ

من خفر أوخطر

مُعبّاة

بالرمل والخطايا

يعودون حطباً

بساطيلَ

     تحتذيهم الغرباء

احجاراً تُرمى بهم

     نباحَ كلابٍ

مصدّاتٍ لكتم الأفواه

 

2

ليتها

     ظلّت

طيّ غيوبها أو عيوبها

ليتهاغدت جارية ً

يشدو جريانُها

       صباباتِها وتُسمعنا

هريرَها الوثني

......

ليتنا

عشبُ براريها

نصدّ الريحَ

           والعاصفة

..............

 

ليت امانينا

       كالعروسات

تلجُ فراديسَها

ليتني سارية ٌ

           وسط العراء

تطفيءُ دمعتي

           جمرَ العناد

يمرّون موتى

أكاذيبَ

     ذئاباً تحترفُ الخديعة..

...........

 

ربّما كنتُ حصاة

     اُصغي الى غمغمة الماء

ويأخذني التيارُ

         وفقَ مشيئته مُفلطحاً أو مُستوياً

         او كرَة ًأو لساناً محشوّاً بالأقاويل..

 

3

علّني ما رأيتُ وجهَ النهار

مثخناً بالغبار

ناعماً مثل اكذوبة..

 

4

لم الجْ محرابَك ولا لامستْ

جبهتي صعيدَ محبتك

انا محضُ عابر انوء باللامبالاة

يجرّني ظلي فلا للبحر

والرمل والزحل والأمل شأنٌ بي

بل صفيرٌ شاحب

     في مناقير الطير

لكنْ أنا السببُ

اقصي المدائن والجنائن

عن دربي

تمنحني

   معشوقاتي أنفاسَهن

فلا يراني

     سوى الجدار والنافذة

               وبابُ الخشب

ألبسُ عفتي واسعى

تقطعني المسافاتُ

             تحتطبُ لهاثي

وخللَ تجوالي لم يتخلّ عني كتابٌ

أتمرأى مصيري صفراً

في مدن المجهول

بيدَ انّ خطابي

يُبقي على الطريق،

لونَ ذاكرتي

أكون كالبسمة تارة ً

كالزوبعة مرّات

أراهم الى جواري

يمرّون كالماء،

لا يلتفتون يميناً ولا يساراً

يجهلون مَنْ كنتُ ومَنْ اكونُ

أنا أعذبُ من كركرة النبع

لم أزل ذيّاك الطفل،

يُمشّطُ فرحي وجوه َأهلي  

وحيداً تُركتُ على حاشية الزمن

وهلاً يدكّ سطوحَ السفوح

يمرّون حيارى،

يقطفون ضياء نجومي ..

 

في نصوص اليوم