نصوص أدبية

نِضـَــــالُ

ahmad alhajamأسْندْتُ جِراحِي على صَوْلجَانِكِ

ثم جمّعْتُ ما ضَاعَ مِنْ دِفْء الخُطواتِ

 


 

نِضـَــــالُ / أحمد الحجام

ـ إلى طفلتي ـ

 

فِي ذَاكَ المَساءِ النّابِتِ فِي سـُـــرَّةِ القَلَــــقِ

مِنْ هُنَالِكَ ... حيْثُ ظِلَالُ الموْتِ والوِلادةِ

                                         تَلْتَقِـــي

أَفْرَدْتُ لَكِ غَدِيرًا مِنْ دَمِي

كي تَرْسُمِي اسْمَكِ الأسْمَرِ

                        زَنْبَقَهْ

بِكُلِّ العَبَقِ الـــــــــوَارِفِ

         والرّعْشَةِ العَاشِقَهْ

فِي ذاكَ المَسَاءِ المُعَمَّدِ

          بانْثِيَالِ الغَبُوقِ

دَعَوْتُكِ- فَاتِنَتِي- لِنُزْهَةٍ رائِقهْ

تُسْرِجُ الزّمنَ المُطَهـَّـــــــمَ

         والغَيْمةَ الآبِقَــــــهْ

.. وعرفتُ أنّكِ آتيةٌ آتيَـــــهْ

تَقَفّيْتُ آثاركِ في أُنُوثةِ القمرِ

وغَنجِ الشّجرِ ...

        واخْتِيَالِ النّخْلة السّامِقهْ

أسْندْتُ جِراحِي على صَوْلجَانِكِ

ثم جمّعْتُ ما ضَاعَ مِنْ دِفْء الخُطواتِ

طُرُقًا تتدفّقُ في خُلْجَانِ مُقْلتيْكِ

                              عَبِقَهْ

كَالرُّضابِ الطّالعِ مِنْ قعْرِ الكأْسِ

فَاجَأتْنِي نشْوةُ الإبحــــــــــــــــارِ

         في بحْرِ عيْنيكِ النجْلَاَوَيْنِ

كَطُموح الرّحيق إلى زهْرهِ

كاحْتمالاتِ العُبور الشّاهقهْ

إلى أقاليم  تُهاجِرُ مِنِّي إِلَيَّ

حزمتُ حقائبي وأشعاري

وهَا الفَرحُ الحزينُ تُغنِّي حسَاسينُهُ

على ضِفَافِ القَلْبِ

حين أحطُّ كالغَيْمَةِ الســّــادِرَةِ

على أفْنَانِ ابْتِسَامَاتِكِ البَاسقهْ

وطني غَدُكِ وقصائدي جداوِلُ

من شُموخِ عينيك مُنْدَلِقَــــــــهْ

كَمْ أسْدلْتُ ستائرَ الوقْتِ على فَرَادَتِي

عندما زَحَفَ اللّيْلِ هُناك.. بِلَا قَدَمٍ

وهَجعْتُ في بَيْدَائِي

أحْلمُ بِنُبُوءَاتِ البنفسج الصّادقهْ

كُنتِ أنتِ دَليلِي

تمْسحينَ من عَلَى الجَبِيــــنِ

   تجاعيدَ الغُروبِ الغاسِقهْ

أقْبِيَةً توطّنتْ بِأمْرِ المُسْتحيلِ

وبَرْعَمَتْ في رُطوبةِ ظُلْمتِهَا

كُنْتِ أنْتِ "فِينُوســِـــي"

مِنْ يَمّ الضُّلوعِ انْبَجَسْتِ

فطُوبى لِي بِكِ

   ومَرْحَى بِاللّيَالِي الخُضْرِ

   في عَيْنِ الغَيْبِ مَارِقـَـــهْ

تُلَوِّحُ بِمِنْدِيلِهَا المُغَازِلِ تَارَة ً

وبِفَاكِهَةِ العِصْيَانِ أُخْرَى

               تَحْمَرُّ شبِقــهْ

في ذَاكَ المسَاءِ المُشْرَئِبِّ

   من أعالي الوَسـَـــــــنِ

أيْقظَنِي حُلْمُك ِ

               من جُفون الغِيابِ

- وكَطِفْلٍ شقيٍّ-

    عَدَوْتُ مُطارِدًا فراشاتِ البلاغةِ

في الحديقة المُجاوِرهْ

         عبثاً ...

فعُدْتُ أدراجي إلى بَرارِيكِ

كي أجد الزهرة والفراشة

             والسُّويْعَةَ الشاعرهْ

اِنْسَكَبْتُ ماءًا في جِرَارِكِ

مِثْلَمَا الهواءُ الرّطـْـــــبُ

             تَوَحّدَ في عِشْقِ السّحَابْ

فأنا الآن بكِ أرْتدِي عاصفةً

                        تَهْمـِي

             عِنْدَ اللَّحْظةِ السَّاحِـــرَهْ

 

في نصوص اليوم