نصوص أدبية

إليكِ وتعرفين من أكون

MM80يا طالعةً من فمي إنكِ تقتلينني!

وديع سعادة

 


 

إليكِ وتعرفين من أكون / بلقيس الملحم

 

أسميكِ ذاكرتي

أسميك دمي الأحمر

أسميك سادنة نخلتي

وهذا الوجود

وجدوى الهواء

وتسألينني هل ضاع أمسي في انتظارك؟

أتضيع صلوات " شبعاد*          ؟ "

والأصابع التي ترقِّع الأنين

بعد أن هجم الجراد على قبر شاعر مجهول

تبكيه القبرات

شبعاد ترفع حاجبيها وتقول:

عجبًأ!

هل شكل الموت تغير عندكم؟

وصار يُعلق في لافتة سوداء

ذيولها بصفات جميلة:

شهيد , بطل وسعيد؟

الأصابع تجرح صوتها

الجنود الخمسة صبوا لها قهوة مرة

ثم عادوا إلى قبورهم بلا نعاس

السحابة البيضاء دنت منا

الحليب توزع في الضروع

والدماء أيضًا سالت من كرسي سيدة مجروحة

تقول شبعاد أنها رأتها تقبل وجهاً مطبوعاً على لافتة

الوجه لا يتحرك.

والسيدة الواجمة تشبه الصمت الذي يسبق الموسيقى

كيف أضيُّعك..

وصوت الدمعة ينبع من عيني صافيًا

كلما مشيت تحت السماء

ولامس صدري صدرك!

أنا ابن مدينة تركت قلبها على حبل غسيل

فأكلته الغربان

السحابة البيضاء تدنو أكثر

لا شيء يحمي رأس شبعاد من المطر

لكنها تنادي علي:

اسرق قبلتها ولو كنتما في غرفة حزينة

اسرقها ولا تتركها وحيدة بين الأموات

وتسألينني هل ضاع أمسي في انتظارك؟

ذات ليلة تصالحت مع الريح العنيدة

تعلقت بساقي بجعة طيبة

أوقفت قلبي على قدميه الحافيتين

ولمست أطراف الأشجار

مثل باذنجانة ترتجف في فم خائف

وحيدين كنا

في غابة موحشة

هل تذكرين كم قبلة تركتها في جيبك

البجعة والأشجار غنوا لنا أغنية سومرية قديمة

فابتهجت شبعاد!

أحرقت بخورًا

وأثملت المعبد بكؤوس الموسيقى

أولئك سمحوا لنا بعبور الحياة

فكيف يضيع مني أمسي ومنتهاي

تقول شبعاد:

القبل تتحول مع الوقت إلى قصائد!

المسوا السماء

افتحوا أعينكم

وستجدونها مليئة بعشاق

يضحكون ويعانقون بعضهم بعضا

.

.

هيا حبيبتي

قدمي لشبعاد النذور

ولتحتشد في عينيك الدموع..

 

في نصوص اليوم