نصوص أدبية
أنا - متعوِّذاً بالحروف - ضميرٌ غير منفصل عن الشعر
إلى من اضطرني لكتابة
هذا الخطاب الشعري
أنا - متعوِّذاً بالحروف - ضميرٌ غير منفصل عن الشعر
جواد غلوم
امسـكْ قــويّاً ؛ ان رعـش الكـفِّ إحْـبــاطٌ اذا فـلتَ الـزمامْ
مَـن أنت يا رعديـدُ ياشعرورُ حتى تدخل الأرضَ الحرام ؟
فـــرّ الــكرام لأفْــقِــهــمْ ---- فــسحــوا مــجــالاً لــلــئـــام
انّ الطـعان هــنا بِــصـدري ---- لـيس مـن تـحت الـحزام
لاشـيء فــوق الــرأس غـيــر الشّــجّ مــن وقْــع الـحسـام
هــذا جـــنـاحُــك واهنٌ --- لســتَ الصقــور ولا الحَــمام
دعـنــي وحــيــدا بـيــن شعــري ســاهــرا كــرهَ الــمنـام
أزِحِ الـجـوائــزَ جانـبــاً -- هيَ عِـفَّـتــي تــعـلــو الوِســام
هو يقــظــتي ، حلُمي ورَوعــي حـيــن يشــتـعـل الهيــام
هذا مآل العاشق المجنونِ ---- عــقلٌ في هــواهُ مستهـام
لا القلـب يـعــشق وحده ---- فالعـقل يـستـهـوي الـسقــام
سَــهــرٌ ووجْــدٌ دائــمٌ ---- لــهَــبٌ مــديــدٌ واضـطــرام
ومعــاركٌ تـلــد الخــيالَ ----- وصولـة تُــدمي السّــلام
فـهنا الوطــيس أشــدّهُ --- مِــن أيـن يأتـيــني الــوئــام ؟
بــيــنـي وبــيــن الــشـعــر آصِــرَةٌ ومــزجٌ والــتـــئــام
مـثـل الذي عند الحبيبِ --- من الجـوى ومـن الـغــرام
كالـيـاســمــيــن إذا تــبــدّى عـاطــرا فـي روض شــام
كـقـصائــدٍ بـقيـت معي --- كـوســادتــي عـنــد الــمنام
تــرجـو الأمـان بـمـسـكـنـي --- إذا بـدا ولْــدُ الـحــرام
نـحــلــتْ فــلا تــبــدو لِــفِرْط هزالــهــــا الاّ الــعِـظـام
عـتـمــت وغـاب بـيـاضُـها اذ أورثـت فـيـنـا السـخــام
يا حســرتـي كانت لنا شــمــسٌ مـع الــبـدر الــتـمــام
يا شهرزاد الشعـر لا ، لا تسـكـتــي ؛ ابـتـدئي الكـلام
انــســي الـليالـي الألــف واحكي ألـفَ عـامٍ ثــمّ عــام
كـم نالـني سـيـف الحسـود وصـرتُ مـرمـىً للـسهـام
لـكـنــني أبــقـى الـسمــيــر مـع الـنـدامــى والـمــدام
أرعــى الـمــودّة بــيـنـهـم ؛ مـسـعـايَ ودٌّ واحـتــرام
الصفـح طـبــعٌ داخلــي مادمــت فـي عـمْـر الـخـتـام
أهـوى الرفاق وجورَهم - - ولو تمادَوا في الخصام
أبـقى أرحّـب بالصديــق ؛ أظلّ اهــتـف : يا ســلام
أســعـى إلى رأبِ الصـدوع ولا أحابـي الانــتــقــام
فـــأنـــا طــعــامٌ ســائــغ كـولـيــمــةٍ عــنـد الـكرام
ما العيش ان عـكر المزاج ، وغاب عـنّا الانسجـام
زدْ فـي الحـيـاةِ تـرَنّـماً --- فـبَـعْـدها يـأتي الحِــمام
فـليـبسم الثـغـر الجميـل ولـو أتـى الـمـوت الـزؤام
.......................
في بعض الأبيات إضافات في التفعيلة نظمتُها متقصّدا عامدا مع الاحتفاظ بنظام الشطرين