نصوص أدبية

شَــرُّ خلَفٍ لأشَــرِّ سلَف

jawadkadom gloomوأيـــن الانْــزواء إلــى مــكـــانٍ

وكــلّ بـقاعِـــنــا هــولٌ مَــديْـــد

 


 

شَــرُّ خلَفٍ لأشَــرِّ سلَف / جواد غلوم

 

سلاما يا عــراق شـقـقْــت صدري

ولـو قــلبـي وأضـلاعــي حــديـــد

تَـفــاقــمـت الــسهــام عـلـى جـوادٍ

فـلا يــدري جـــوادٌ مــا يــحــيـــد

جِــهــاتٌ كُــلـها مـرمـى لِـخــوفٍ

يَــفــرّ لِــرعـبِــها البـطـل الشـديــد

مَــسـالــك جُــلّـها مــوتٌ وقــتْـــلٌ

فــفي ظَـلمــائِــها خَــطــرٌ أكــيـــد

نَــفــرّ كــما الـطـرائد من وحـوشٍ

تُــبـعْـثـرنـا الـفــيـافـــي والـحـدود

نُـفـتــش بــيـن جَــمــعٍ مـن أنــاسٍ

عـسى يـنــجـو بِـنا الرجل الرشيــد

سئـمت العـمر يـجـري في هــوينا

تـمـنّــيـت الــرحــيـــل كـما أريــد

فـما نـفـع الـسنـيــن اذا تـقــضَّــت

عــلى عَــدمٍ ويَــطحـــنـنا الـوجود

نـعـيـش بـغــابـةٍ فـي حال خـوفٍ

كـماشـــيــةٍ تـلاحــقـهـا الأسُـــود

مـتــى ما تـشتـهي سحلت قَـصِيّـا

مَـريـئا يا غضنْــفـر ما تــصـيــد

أنـرقــى فـي الــسمـاء بـلا جناحٍ

نُــعــلَّـق بالـوعـــود ولا وعـــود

وأيـــن الانْــزواء إلــى مــكـــانٍ

وكــلّ بـقاعِـــنــا هــولٌ مَــديْـــد

أنَـركب بَــحْـر مــوتٍ لايُــنـجّي

تــقـاذفــنــا بــحـارٌ ثـــم بِـــيْــــد

نـســـيــنـا أمـر مُـقبـلِـنـا غَـبـــاءً

فـمـاضــيـنـا حـسيـــنٌ او يَــزيـد

وحــاضـرنا عِــثــارٌ واقــتِـتــالٌ

وأحرارٌ تُـحـــاكـمُـهـم عـــبــيـد

وأخـــلافٌ مـع الأســلافِ ضِدٌّ

مُـهـــاتـرةٌ وطــغــيـانٌ شــديــد

تَـعسْـكرتِ البلاد بظلِّ فـوضى

وأهْــلـونا مـِلِـيشْـيـا أو جــنــود

رؤوسٌ كـلّـهــا أكـــوام قِـــــشٍّ

فــلا رأيٌ مـصـيـبٌ او ســديــد

بَــذاءات تَـــشـيــع بـلا حــيــاءٍ

ومجـدٌ غـاب وانــتحر الــجديـد

وذا يُـرقــي مُــعـــاويـةً عُــلـوّاً

وذاك يــريــد ان يحـيا الرشيـد

جـــهــولٌ ينــدب الموتـى بكاءً

ويــغـــفــل انّــه حـــيٌّ ولــيــد

عــيـونٌ غُــلِّقــت بَصَرا ورؤيا

خـطىً عمياء تُــوقــفها ســدود

اذا شحّــتْ أمــاني الناس يأسـاً

فــدع عـنك الطموح وتستــزيد

أحــسّ بأنــنا نــفــنى ســراعـا

بِــجانــب قــبرنا تــغــفــو ثمود

جــنائنُ بابـلٍ أضحت صحارى

فــلا عِــطْــر يـشــمّ ولا ورود

كذا الاوطان تُرخصها حروب

ونــاسٌ سعْــرهم ثــمنٌ زهيــد

 

في نصوص اليوم