نصوص أدبية

أحلام من ورق

almahdi mohamadونسرِجُ مَعــا،

جيادَ الريــح المتهالكة على شَفا التاريخ

 


 

أحلام من ورق../ محمد المهدي

 

وتأتيني الساحات فارهـــة،

تَدُسُّ الصّمت بين ضفاف الكلمات..

وتَمنَحُني سِــــرّ البوح،

لَعلّ السحاب يَصُـدّ عن وجهي

صَفاقَة المعنى الوليد..

وتُسِرُّ لي السّنابلُ عند الغروب،

ألحان الأرض، وَ طِينا من ياسمين..

وتبحثُ بين جَنْبَــــــيّ،

عن معنى تَليد للرّغيف،

وعن طَيفِ جديد للكادحين.

هي الساحات نفُسها،

وهي الآهــات ذاتُـها،

تملأ الحناجرَ الزاحفةَ نحو الخلود،

وتأسرُ العيونَ عَسَسا لمعنـى الوجود.

فتُسائِلني الغَيماتُ عن ظِليَ الهَروب،

وعن حشرجة الماء عند المنحدر.

وعن سـرّ الغضب القادم من الجنوب..

فتُقاسِمُنـي صهوة الربيع المنشود،

ونسرِجُ مَعــا،

جيادَ الريــح المتهالكة على شَفا التاريخ.

لنشهَــدَ مَعــا،

تفتُّـقَ الأصوات،

والأذواق،

وما فضَــلَ من عبق، أو نـزق،

يَمضي بي إلى منتهـى النفــق..

أو ربما يحرق سفنَ أحلامي التي من ورق.

 

تاوريرت 26\04\2016

 

في نصوص اليوم