نصوص أدبية

وتكونُ كلُّ قصيدةٍ مرثيةً

جمهورُها الأشلاءُ والإرهابُ

حشد الكرامة / باسم الماضي الحسناوي

مع الحشد

معَ الحشدِ قطعاً وإلا فقد

ولَدَتْني -وحاشا لها- زانيَهْ

مع الحشدِ قطعاً، وإلا فلا

سبيلَ لتُقبَلَ أعماليَهْ

مع الحشدِ قطعاً أكونُ وإلا

فقد خيَّبَ اللهُ آماليَهْ

ومن ذا سوى الحشدِ صدَّ الهجومَ

على المدُنِ الحرَّةِ الغاليَهْ

ومن ذا سوى الحشدِ صبَّ الصواعقَ

صبّاً على الزمَرِ العاتيَهْ

فمن يبغضِ الحشدَ فهوَ الزنيمُ

الذي في غدٍ أمُّهُ هاويَهْ

ومن يرفضِ الحشدَ فالحشدُ وحيُ

الإلهِ ورايتُهُ العاليَهْ

ومن يتَّهمْ حشدَهُ فهوَ باغٍ

وتشبهُهُ أختُهُ الباغيَهْ

هنالكَ في كلِّ مبغىً تقيمُ

وترقصُ في غَنَجٍ عاريَهْ

لولا الحشد

دعني فلولا الحشدُ ماتت أمةٌ

عربيةٌ واستأسدَ الأعرابُ

دعني فلولا الحشدُ لا شرفٌ لذي

شرفٍ ولا هذا النقاب نقابُ

دعني فلولا الحشدُ تلك مراقدٌ

قد سُوِّيَت بالأرضِ فهيَ خرابُ

دعني فلولا الحشدُ تلكَ منائرٌ

نُسِفَت وطارت في الفضاءِ قِبابُ

وتكونُ كلُّ قصيدةٍ مرثيةً

جمهورُها الأشلاءُ والإرهابُ

لو قيسَ هولاكو بداعشَ لم يكن

شيئاً فهم فوقَ التبابِ تبابُ

منهم تنصلت العقيدةُ كلُّها

وتبرَّأ القرآنُ والمحرابُ

الطوفان

لكَ الحمدُ يا أللهُ حقٌّ لكَ الحمدُ

على أنَّهُ النصرُ المؤزَّرُ والحشدُ

لكَ الحمدُ يا أللهُ نصفُ كيانِنا

هوَ الشرفُ الأرقى ونصفٌ هو المجدُ

لكَ الحمدُ يا أللهُ أنَّ عراقَنا

ثراهُ سماواتٌ ويحرسُها جندُ

وليسَ لجندِ اللهِ لو شنَّ حربَهُ

على زمرِ الإرهابِ حصرٌ ولا عدُّ

ولا هزلَ في حربِ العراقِ وإنما

إذا قيلَ حربٌ فالفيالقُ والجدُّ

***

أتى لكم الطوفانُ من كلِّ وجهةٍ

فليسَ لأهلِ البغيِ من غرَقٍ بدُّ

ولا تغرقوا في الماءِ فالماءُ باردٌ

حرامٌ عليكم أن يميتَكمُ البردُ

لكم غرَقٌ في النارِ فالنارُ منزلٌ

لكم في الحياتَينِ اللتَينِ هما الوعْدُ

يقاتلُكم هذا النخيلُ بسعفِهِ

وإنَّ عدوَّ النخلِ منهزماً يعدو

يقاتلُكم هذا الفراتُ بمائِهِ

وإنَّ عدوَّ الرافدَينِ هُوَ الوغدُ

تقاتلُكم تلكَ الأزقةُ كلُّها

فكم سارَ فيها العلمُ والدينُ والزهدُ

تقاتلُكم تلك المراقدُ لم تزل

تلقِّنُكم درساً منائرُها الأسْدُ

فكم بعثَرتكم نظرةٌ لبريقِها

فأشجعُكم كالكلبِ من رعبِهِ يعدو

وإنَّ عراقَ اللهِ سيفُ عليِّهِ

إلى سقرٍ من حزَّهُ سيفُهُ يغدو

الفخر

عليك بأن تنسى بأنكَ شاعرٌ

لكَ الفضلُ، ليسَ الفضلُ قطعاً لمن كتَبْ

وليسَ لكَ الفخرُ الذي هوَ راسخٌ

ولكنَّهُ فخرٌ من الماءِ فانسكَبْ

هو الفخرُ من حقِّ الذينَ تعاظمت

بطولاتُهم حتى لقد أحرجوا الرتَبْ

هو الفخرُ للحشدِ الذي محضُ ذكرِهِ

دليلٌ على أنَّ اللسانَ من الذهَبْ