نصوص أدبية

إقامة جبريّة

adnan aldhahirمَنْ يُشفيني من علاّت الدنيا

تأتيني واحدةً قبلَ الأخرى

 


 

إقامة جبريّة / عدنان الظاهر

 ( في مستشفى/ الطبُّ عُقارُ )

 

قاماتٌ تتطاولُ أعناقا

تتدلّى حبلاً في بئرٍ مسجورِ

تنتظرُ الماءَ المتساقطَ أعذاقا

( لا مِنْ ماءٍ يتدفّقُ من بئرٍ في قبرِ )

كابوسٌ ليليٌّ يتبعُ كابوسا

أشباحٌ بيضٌ وشواخصُ سودُ

آسيةٌ تُحصي الأنفاسا هَمْسا

وطبيبٌ يتجولُ في رُدُهاتِ المشفى ليلا

يحملُ سمّاعةَ عدِّ القرعِ على أوتارِ طبول القلبِ

يسألُ عن حالاتِ المرضى

( دكتورْ جرح الأوّلي عوفهْ / لمطرب عراقي )

مَنْ يُشفيني من علاّت الدنيا

تأتيني واحدةً قبلَ الأخرى

هل تُنهيني أمْ طبُّ شياطينِ الحكمةِ يُشفيني

يُنقذني منها يُنهيها؟

كانتْ أُمّي تستيقظُ قبلي فَجْرا

في الزمنِ الغابرِ تسألني تسقيني

تمسحُ أملاحَ مرارةِ ماءِ عيونِ البحرِ

وتُجففُ ماءً أُخفيهِ عنها

أُمّي كانتْ أُمّأ

أكبرَ من قيصرَ أو كسرى

فلماذا " جابتني " ولماذا غابتْ

تركتني أسعى لأشمَّ ثراها زَحْفا

وأُكحّلَ طيفَ الرؤيةِ في بؤرةِ قامةِ مرآها؟

ليلُ المشفى ليلُ

( ألا أيُها الليلُ الطويلُ ألا انجلِ / لإمرئ القيس )

وسريرٌ لمريضٍ لا يتحرّكُ لا يرفعُ رأسا

فالموتُ ثلاثيُّ الأبعادِ

كونيٌّ لا يعرفُ طولاً أو عَرْضا أو حَدّا

عزرائيلٌ جبّارٌ

لا مَنْ يُخفي عنه وجها

آهٍ يا دُنيا

تلعبُ فينا ( شاطاً باطيّا ).

 

في نصوص اليوم