نصوص أدبية

صور

mohamad aldahabiيا ليل قد غدر الصحابْ

كان قمحاً لِمَ اعطوكَ ترابْ

 


 

صور / محمد الذهبي

 

صور

صورٌ هناك

وهنا صور

صورٌ يضجُّ بها المكان

في نشرة الاخبار تترى قد تجول

وكذاك في زمن الخلافة

صورٌ فقط

تتحدى لونَ النهرِ والليلِ الرمادي الجميلْ

صورٌ لآلافِ الفراغاتِ الكبيرة

***

غداً ساضعُ حلاً لكم ايها المتظاهرون

ساوزعُ البنادقَ والثياب العسكرية

وارسمُ  خارطةَ الوطنِ الضائعْ

***

كيف لي ان اشرب السم بمزاجٍ عالٍ

وادّعي انّهُ خمرةٌ معتقةٌ

حتى لا اغيظُ حارسَ الخمرةِ المتلفعِ بالسوادْ

ياهذه .. يا ابنةَ الشطارِ والعيارينْ

ياربيبةَ الملوكِ والاباطرة

لم اعدْ احبكِ

كما لو انني حاوٍ من حُواتكِ لَدغتهُ بعضُ افاعيك

ايتها الباليةِ من مصائبِ التاريخ

لم تعودي جميلةً على الاقل بعيني

شقوقُ العمرِ وترهلاتُ الخيبات تشير الى عاهرة

أكلتْ وجهها المساحيق

***

لافتةٌ اخرى ويسقط كلُّ شيءْ

سيسقط الوزيرُ والرئيسُ والمديرْ

سنبقى معا ندوفُ بالتحرير اوراقاً قديمةً

لافتةٌ اخرى برقمٍ اسطوريٍ

ستضعُ نصابَ المخمورين على الطاولة

كم مخموراً سيقف الآن على سلّمٍ من خشبْ

كم ابنة ليلٍ ستحولُ رقصتها للحبال

وكم من الرؤساء سيعوي خلفَ جنازةِ الليل الاخيرة

***

قلتُ لها احبها

فاوصت العبيدَ والخصيان في قصر الخليفة

يرجموني

وانا لا املكُ شاهداً

سوى عفتي

***

بمفردي ارفضُ بلا زاويةٍ مليئةٍ بالمنتفعينْ

ولاصاحبِ مقهىً ينتظرُ مني ان اكونَ مشهوراً

ليأتي بالشاي بسرعة

ولانادلاً ينتظر سكرتي كي يزيِّفُ الحساب

بمفردي بلا علمٍ يفضحُ صورتي

او صورةٍ جماعية تخفي ملامحي

***

النارُ التي تقترب منك

ستقترب مني

اينا سيحترقُ اولاً

***

حين تهبُّ بوجهك رائحةُ الدخانِ المختلطِ بالخمرةِ

عند مروركَ بمداخلِ ابوابِ الحاناتِ

هناك فقط تكتشفُ ان للامكنةِ رائحهْ

رائحةً لاتغادر الذاكرة

***

تَقَحَّمْ لُعِنْتَ (فماذا ترى)

سوى جدثٍ في افولِ المغيبْ

تَقَحَّمْ ووازن هذا الزحاف

على علةٍ في قوافي المشيبْ

***

كنت تبكي وتصيح

ياليل قد غدر الصحابْ

كان قمحاً لِمَ اعطوكَ ترابْ

 

في نصوص اليوم