نصوص أدبية

عذرا يا حسين

هل تراني أستحق الوقوف في رحابك سيدي لاتلو بين يديك الطاهرتين صحيفتي الخجلى المتواضعة

اي سيدي

لقد تخلفت عن زيارتك لأحرم من عبق الشهادة والاباء والفروسية المحمدية الغراء الذي يضوع من جنبات مشهدك المبارك فأقبل اعتذاري ..

 واقبلْ دموعاً من حـشاشةِ عاشقٍ

                        صارتْ مِـداداً والخـدودُ صـــحائـفـا

...........

سيدي كانت الحشود المليونية الهادرة تزحف بشوق ولوعة الى كربلاء حيث مقامك الزكي في ايام شهادتك العظيمة وكنت اراقب المشهد من خلال التلفاز الذي بث وقائع الزيارة مباشرة ..يا آلهي ..الحسرة تعتصرني وانا قابع في البيت بسبب اصابة بالغة ألمت بساقي اليسرى  واجريت لي على اثرها  عملية جراحية كبرى جعلتني حبيس الفراش لعدة اشهر فكانت هذه القصيدة التي جسدت لسان حالي حيث الآم الاصابة المبرحة التي لازمتني لاشهر عــدة  وحرمتني  من زيارة سيد الشهداء التي تعني لي الكثير .. *

القصيدة مهداة الى روح حسين العصر الشهيد الخالد محمد الصدر عليه الرضوان الذي تحدى يزيد العصر (صدام) وعصبته الغاشمة من حثالة البعث الاسود حتى نال نعمة الشهادة

فالرجاء احبتي تقبل معاودة نشر قصيدتي ولكم مني ود لاحدود له

 

 

 

 (القصيــدة)   

 ياشاغلي  ياابن النبيّ المـصطـفى

 جُرحي زحـامٌ في فِــــراقكَ ما غـَـفا

 

 لمّـا رأيــتُ الجـمعَ يـركـَبُ, دمعَـه

    أرخى شـُجوناً فـي ضريحكَ زاحـفا

 

 وأنا جـليسَ الدارِِ يَشرَبُني الظَمـأ

 والقــلبُ ينبــضُ ,يا حسينٌ، آسـِـفا

 

 إنـّي لأركـبُ في قِـطـار مـدامــعـي

وحقــيبتـي قلــبٌ تكــوّرَ راعــفا

 

ويـَمورُ في صدري رمادُ سـَحابــةٍ

 نثـّت علـــى جَدَب الحــنين زخارفـا

 

 تطوي عبيرَ الحضــرةِ الشـماء إذ

 تستلّ منــــّي الـــروحَ عبْقــا جارفا

 

 ويـلوحُ عـن بُــعــدٍ شُـــعاعٌ بــاردٌ

 مـــن كربــــلا رسمٌ بـَـداليَ خاطفــا

 

ويــضـجّ فـي قـَدَمَيَّ خَــطْـوٌ راكـِدٌ

    يسعى بصـــدري إذ يُهــرولُ واقِفـا

 

 لبّـيكَ يا سـَـنـَدي ومَوْئِلَ لـَهـفـتـي

إن مُدّ عُمري بالدمــوع لــما كَفــــا

 

 إنّي سـَكَبْتُ الـروحَ فـيكَ لـَواعـِجـاً

والــعِشقُ في شَـرْعِ الهوى ماكَـلّفـا

 

 أســرجتُ ليلي والعــُيونُ رَواحـِـلٌ

حتــــى غدتْ عينايَ رَكْباً طارِفـــــا

 

 ما صبرُ أقـدامي إذا عَــجَـزتْ فـلَمْ

 تــَلثـِمْ طـــريقــا بالمـــلائِكِ شُرِّفــــا

 

إن عـزّ ســـيـرٌ فالجـِـراحُ مَـريـرةٌ

تحـدو جـــراحَ الـــركبتينِ فتزحـَفــا

 

 خذ قـلبيَ الظمآنَ محضَ قــصيدةٍ

 صــَـيَّرتْ دمعَ العيـنِ فيـها الأحْــرُفا

 

هــذا مــَقامــي ناطــقٌ بجـِـنايـتـي

 يـــرجـــو بحـقـِّــكَ ربــَّهُ أن يــرأفـا

 

فاقـْبَلْ سـَلامي يــاحسينٌ ماسَــَمـا

 نجــــمٌ علــــى ليــلٍ بهـيمٍ مُــشرفــا

 

واقبلْ دموعاً من حـشــاشةِ عــاشقٍ

 صارتْ مِـداداً والخـدودُ صـــحائـفـا

 

هذا اشتياقي ياحســيـنٌ صـــاخـبٌ

ما ظــلَّ نسمٌ في الفــضاء مـُرفـرفـا

 

 ياظــامئاً يسقي العطاشـى كــوثرا

 كمـدي وبعدي عن ثراك تضــاعـَفـا

 

ما بالُ روحي بالـذنــوبِ تـلـفـَّعـتْ

الذنــــبُ مــنـّـي والقــُروح تحالـَـفا

 

إنّ الــبـِعادَ عـن الحـسين سحائبٌ

  ســودٌ وتـُـمـطـر بالجـَنان سـفاسفا

 

هــذا عــراقــك يـا حسـينٌ هائــج

 الجـــرح فيـــه شـاطئــان ومـا كفــا

 

 ســرقوا إبتسـامة شطـه والمنــــحنى

 إذ أوجعـــوه بــدينــهـم  مـا  زيّفــــا

 

 قطــطٌ سمـانٌ أدمـنت جـلـد الهــوى

 الذيــل منهــا صـار سوطــاً مجحفــا

 

يا ســيـّـدَ الشـهداء جرحي جامحٌ

 يا أنبلَ الشــرفاء جـمـري ما انطـفا

 

هـلاّ مددتَ يـدَيْـكَ تـُخــمِدُ جَمرتي

 فـي كفـِّكَ الينـــبوعِ،يـُلْتَمَـسُ الشـِفا

 

قالـوا كـُسِرتَ فلن تــزورَ المـرتـجى

 الجسمُ منــــك عن الحسين تخـَـلَـَّفا

 

إن غابَ مثوىً للحبـيـب بكربـــلا

هجرتَ محـــاجرَها العيونُ تكفـّـــفا

 

ورقاءَ صــارَ القـلبُ يقـصِدُ كربلا

  فــي كلِّ ليــلٍ بالــزيـــارة هــاتــِفــا

 

قــــبرُ الحسـين مـعـيـنُ زادٍ بـاذخٍ

  غـذى عـلى مــرِّ الـزمـان صــرائـفـا

   *    *     *    

 

يــا من صنعتَ الطف معــراج الأُلــى

 دفعـوا بعزمٍ قـارعوا ما حـُـــــرِّفـــا 

 

في نحــرك التاريخ  يصــرخُ  راكعاً

 لولا دماكَ الديــنُ حُرِّفَ ما صــــفـا

 

 قَصَـدَتـْكَ أمواجُ الشــهادةِ  عــزةً

غَرقتْ بيـمّــكَ إذ  تطــاولَ عـاصِــفا

 

أنت الذبيحُ  ذبحتَ سيفَ  يزيدِهم

 أنـت الجمـــيعُ هــزمتُ جـمعا زائفا

 

هذا فراتُ الحزنِ  جــاءكَ  ظـامئاً

  فـطـَفـِقْتَ تــرويهِ نَجــعاً نــازفـــا

 

مـدَّتْ  دموعُ  الناسِ ماءَ فـراتهم

 إذ جــفَّ ذاك النهــرُ حزناً كـــاسفـا

 

إي يا إماماً  صــارَ حـدّا  للــورى

 بــيــنَ التـدَيـّنِ والتلـوّنِ  كـــاشفـــا

 

 يا منْ جـبـيـنـُكَ  ساحُ طفٍّ خـالـدٍ

العـِزُّ  والإيثــارُ فـيه  تــــراصَـفــــا

 

أعطى  القرابينَ  الزكية َ مســجداً

 ليــظـلَّ ديــنُ الله  نصـراً للــوفــــــا 

 

حتى توهـّجَ  في ضـريحِك مِشـعلٌ

 أهدى على مـرِّ العـصور غــطـارفا

 

 السبط ُ منـي قـالـَها فخــرُ الـورى

وأنا حسين - احمدٌ  فـــتــشــرَّفـــا

 

 نـزلتْ  جـمـوعٌ مـن ملائكـةِ السـما

 تبـكي جـراحــات الحسـين إذ أنكـفى 

 

 صكت ملائكـة السمـــا وآ لوعتــا

 صــدر يقبـلــه  الآله تخـــسفـا

 

راحتْ تحـنـِّطـُه بـسـدر المـنـتهى

قد حُفَّ بالملكوت ثارا فاحتـــفــــى

 

 كانـتْ تــُكـــفـِّنه  ضــــــياءً  أبلجاً

 إذ غسـلته ادمعـــاً ما أكــثــفـــا

 

يا سـاءَ ما صــنـَعــوا بآلِ  نـبـيِّهم

  يا ويحهــم هذا ابـن بنت المصــطفى

 

الرأسُ فوقَ الـرمــح يـَشمخ هــادراً

 ويزيدُ في قصر ٍ منيـفٍ خــــائفـــــاً

 

 هـيهاتَ منـّا بَـيْــعة ٌلابـن الخــنـا       

 قد جاد فيها الرأسُ صوتا قـــاصـفـاً

 

حتى تــفـصَّدَ من جـبـيـنك مـسجدٌ

 ضحّى على مَرّ الزمان  نـــوازفــــا

 

يا من مــنـائرُه الزكية ُ مـــركــبٌ        

 حملتْ دُعـــا مَنْ أسرفوا كـي تـُسـعِفا

 

عـرجَتْ إلـى جوف السمـاء شفــاعة

  جبريل يحدوها فيــتلو  المـصـحـفـا

 

أكـــرمْ  به مـن شـافعٍ عند السـما

 منج ٍ لمن ركِبَ السـفـينةَ عـارفــــا

 ............................

    كانت هذه الاصابة التي حرمتني من زيارة ابي عبد الله الحسين قبل سنوات وكتبت على اثرها هذه القصيدة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1270 الاثنين 28/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم