نصوص أدبية

فاطمة الزهراء بولعراس: تبا لك يا مدينة (الأحقاد)

fatimaalzahraa bolaarasوسينقلب البصر إليهم حسيرا خابيا

يشكو ما رصفوا من أكاذيب

 


 

تبا لك يا مدينة (الأحقاد) / فاطمة الزهراء بولعراس

 

على بعد أمتار من الذكرى

تستلقين يحرسك البحرو المدى

خارج أسوار الموت التي خطها الظالمون

تنامين خارج مجدهم المزيف

وأحكامهم الجائرة

أماه

قالوا : أنك لست مثلهم فدحرجوا آلامنا

وعبثوا بها بجانب أوهامهم

واشتغلوا على أحقادهم في الدنيا

وواصلوا حتى الآخرة

وقالوا:

هذا نصيب الموت في زعمهم لنا

وذاك لشركائنا

بعيدا خارج الدائرة

فالموت عندهم يا أمي مختلف

ولو استطاعوا جعلوا

للمقابر نجوما

وللحفر مزايا

وعلامات فاخرة

أماه

الموت واحد

وأنت لست مثلهم

أنت أنقى من هؤلاء الذين أخفقوا

في غرس أشجار الحب

وفشلوا

أن يرتقوا

فعاشوا في مدينة أحقادهم

ولازالوا يعتقدون أنها جنة

طالوها بقوتهم الآمرة

دعيهم يا أمي

فهم يجهلون أن أرض الله لا تحد

والسموات تعلو جميع خلقه

والله يورث جنته من يشاء

من عباده ولا يسأل عن أنسابهم

ولا ألقابهم

مادامت قلوبهم بالتقوى عامرة

دعيهم يا أمي

يتكابروا

ويعندوا

ويفرقوا

ويلهيهم الأمل

وسيرون ولو آجلا ما ضيعوا من أمل

وما أحرقوا من جمال

وسينقلب البصر إليهم حسيرا خابيا

يشكو ما رصفوا من أكاذيب

وما بيتوا من سوء

ونيات فاجرة

 

في نصوص اليوم