نصوص أدبية

كريم عبد الله: زمّزمكِ المتشامخ يطوفُ حافيَ القدمينِ

karim abdulahيكتسحُ الخطايا الرابضاتِ

في جوفِ القنوت المرتعدِ

 


 

زمّزمكِ المتشامخ يطوفُ حافيَ القدمينِ / كريم عبدالله

 

أيّتها القِبلةُ الأخيرة

قد آنَ موسمُ الحجِّ

أستاركِ المخمليّة

تتعرجُ تحتَ توهّجها

ينابيعٌ أرهقها صراخ النعاسِ العذب

تسرقهُ زوارق مترنمة بــ ظلِّ الدعواتِ ...

تتشابكُ مآثرُ الأشواقِ جافةً

قبابكِ النافرات

حرارة جامحة تطهّرُ الذنوبَ المتجلّية

تستشعرها

أكف تبتهلُ

تسمّرها أحجاركِ الثمينة العارية ...

يفيضُ زمّزمكِ المتشامخ فجراً

يكتسحُ الخطايا الرابضاتِ في جوفِ القنوت المرتعدِ

يُشهِرُ إبتسامة رطيبة

تشقُ ليلَ الغربةِ

في هزيعِ الأيامِ الهاربة ....

المصابيحُ شظايا ممزقات

أوهنها همهمهة التسابيح الخالية

في ثناياها

يبرقُ الغياب

يطوفُ حافيَ القدمينِ

وشّحهُ

تالق صوتكِ المحتشمَ

يتحاشى الأنزلاق في تضاريسِ اللمساتِ المرتبكة ....

مِنْ دياركِ البعيدة الثريّة بــ الآثارِ

تجيءُ النبوءات

تحوّمُ

على تخومِ الزمنِ المنسيّ

تبذرُ بذرتها تستريحُ في رحمِ المعاناتِ المتغضنةِ

ترصدُ المدنَ المكفهرةِ هنا

تمجّدُ الشمسَ المخضرّة بــ عَرَقِ شيخوختي

فـــ تنظرُ جبالاً مِنَ الصباحاتِ قادمة ً

بــ عيني

ولقاء .....

 

بغداد - العراق

 

في نصوص اليوم