نصوص أدبية
عقيل العبود: رائحة الموت
الافتراق نهايته،
وشاح يعتري بعض أوصاله الحنين
رائحة الموت / عقيل العبود
عند مفترق الطريق،
هنالك عند جهة اخرى من التاريخ،
المحطة عربات،
يقودها رصيف بلا حركة.
الضفة الاخرى من الحياة في تقاطعاتها،
تشبه بقعة تم تعيينها على الخارطة.
***
الساعة أقسام أربعة،
القسم المتجه من الشمال الى الجنوب تعاقبا، يغادره العابرون،
بينما احيانا اخرى،
يقطعه الصنف الاخر من المارة من الشرق،
عبورا الى الغرب.
***
الطبيب المختص بردائه وسماعته يحسب لغة الصمت، يعد اخر ذرة أوكسجين،
من السكون الى الحركة،
العزاء تتلى آياته، يتم إعلانه،
كما صفارة إنذار يعانقها الزمن.
***
الساعة عند منتصف الليل،
عدادها كما هو معروف يمتد الى الأعلى،
يقابله من الأسفل حركة تتدلى انفاسها،
اللحظة تلك،
من خلالها، يتم تعيين اخر عربة.
***
المشهد ينتظره المودعون،
الأصابع قافلة،
كلماتها تترتب كل صباح،
تمضي على شاكلة اهرامات يغادرها الورق.
***
الظلمة لا علاقة لها بمنطقة الضوء،
النبتة تلك،
خضرة أغصانها، يرتع في أنحائها المطر،
تستريح جذورها.
***
الساقية تنبت في منطقة اخرى.
الحاضر مع الماضي يتشكل على غرار بقعة من القلب،
الرحيق ايات تتلى.
***
الشمس رويدا رويدا،
يخفق ضوؤها،
ألوانها تتضاءل.
***
السكون، محطاته تستعيد رحلتها،
الليل ينهض من نومته، يخفق بعض الشىء،
يودع رائحة القمر.
الخبر، سماؤه سحابة،
جميع تقاطعاتها تنتظر.
***
الشتاء؛ عروقه يعانقها الذبول،
البرد القارص، أحزان يمتاز بها الليل.
الافتراق نهايته،
وشاح يعتري بعض أوصاله الحنين.
ساندياكو
٢٨/٧/٢٠١٦