نصوص أدبية
عبد الفتاح المطلبي: الكــرى
ولستَ ترى الحبيبَ بعينِ نِـدٍّ
بعينكَ ذلك الريـــــــــمُ الرشيقُ
الكــرى / عبد الفتاح المطلبي
أمأسورٌ فـــــــــــــــؤادُكَ أم طليقُ
غداةَ يَشُبُّ فيــكَ جـَــــوَىً حَريقُ
****
فكيفَ يُطيقُ نـــــــارَالبينِ قلبٌ
ويحتملُ اللظى جلـــــــــــدٌ رقيقُ
****
وتسألُكَ العيونُ ولســــتَ تدري
أماءً أمْ دماً باتـــــــــــــتْ تُريقُ
****
ويومَ زَجرتَ فــي الموقينِ دَمعاً
ولاحَ على الجفــــونِ لها عقوقُ
****
لجأتَ إلــــــى الكرَى تبغي نجاةً
ولكنّ الكـــــــــــــرى وادٍ سحيقُ
****
كثيرُ الوحشِ محتشــــدُ المنايــا
طويلٌ كلما يمضــــــي يضيقُ
****
فإنْ لم تلقَ مـــــن يرميكَ سهماً
تجدْ حسكاً يعجّ بــــــهِ الطريقُ
****
ولكنْ لُـذْ بحلمكَ لـــــــــــوذَ يأسٍ
كموجِ البحرِلاذَ بـــــــــهِ غريـقُ
****
يطيرُ الطيرُ حرّاً فـــــــي فضاءٍ
وليسَ مَــــــــــــــــآلهُ إلا نُفـوقُ
****
فهل تأسى علـــى صَلَفِ الليالي
ولا عُقبى لـــــــــــها إلا شروقُ
****
مُضِيُّ الليلِ خيرٌ مُـــن مكوثٍ
إذا كَثُرَتْ بخيمـــــــــتهِ الفتُوقُ
****
وأحرى بالكريـــــمِ ذهابُ سمعٍ
إذا ما زاحمَ الشــــــــدوَ النهيقُ
****
يسيءُ لك الزمان وأنتَ تسعى
لرفقتهِ ألاَ ســـــــــــاءَ الرفيقُ
****
لعل ّإذا تنام تصيـــــــــبُ حلماً
يخفُّ لشائقٍ فيـــــــــــهِ مشوقُ
****
وللأرواحِ فــــــي الأحلامِ ريشٌ
قويٌّ ماهـــــــــــــرٌ نَزِقٌ طليقُ
****
وما عَلِمَتْ إذا مـــــا الليلُ ولّى
على أيّ الهزائـــــــــمِ تستفيقُ
****
تفرقتِ الدروبُ فــــــــلا دليلٌ
وقد عَقُمَ السَحــــاب فلا بريقُ
****
فصرتَ إذا عُذِلْتَ تغضّ طرفاً
ولا يبدو علـــى سيماكَ ضيقُ
****
ولو وَعَرَتْ عليكَ الدربُ يوماً
ولم يمددْ إليكَ يــــــــداً صديقُ
****
ولو ذبُلَتْ زهورُكَ مِــــنْ هجيرٍ
وعزّ على الفَراشِ بـــها رحيقُ
****
ورفّ يحوم حـــول النارِ عشقا
ولم يأبهْ بألســــــــــــــنةٍ تُحيقُ
****
بقيتَ كما يريـــــدُ الوجدُ صبّاً
يرى أنّ الغـــــــرامَ لهُ حقوقُ
****
ولستَ ترى الحبيبَ بعينِ نِـدٍّ
بعينكَ ذلك الريـــــــــمُ الرشيقُ
****
صبرتَ وقلتَ للنيـــــران مهلا
ألا إن الحبيــــــــــــبَ غداً يفيقُ