نصوص أدبية

سوف عبيد: ماري

souf obidـ نحن لا نموتُ إلا مرّة واحدةً ـ

فلا بدّ أن يكون موتُنا جميلاً


 

ماري / سُوف عبيد

 

اِسمُها ـ ماري ـ

مدينة النّور

اِسمُه مُنير ـ

الخضراءُ تونسُ

في الحيّ اللاتيني

كان اللّقاء

بعد سنوات

ـ أمّنا مريم ـ صار اِسمُ ماري

كذا يناديها أبناؤها

بناتُها أحفادُها حفيداتها جيرانها جاراتها

والناسُ أجمعين

بعد سنين

الدكتور منير

صار لدى القوم يُعرف بالحاج منير

ولأنّه ـ لا بقاء إلا للّه ـ

ماتَ الحاج مُنير

رحِمَهُ الله

تصدّقتْ ـ أمُّنا مريم ـ بجميع ثيابه ومتاعهِ

إلاّ بسُبحتِهِ وسجّادِهِ

بعد أيّام معدوداتٍ

دَبّ إليها الوهنُ

ـ نحن لا نموتُ إلا مرّة واحدةً ـ

فلا بدّ أن يكون موتُنا

جميلا

جميلا

ـ كانت تُردّد بعده ـ

وبالقُرب مِنَ الذي نُحبُّ ـ

في النّزع الأخير

أوصت ماري

أن تُدفن بجانب الحاج

ـ لا يجوز….لا يجوز

هَمس حفيدُها

وهو يلامس لحيته الطويلة

أسْبلوا عينيها

عندما أسدلُوا الغطاء

لاحت على صدرها سلسلةٌ ذهبية

نُقش عليها

ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله ـ

 

في نصوص اليوم