نصوص أدبية

أبو يوسف المنشد: قيثارة الدم

abuyousf almounshidوطفقت في الأزمان أحمل شعلتي

شرفاً إلى أوج الجراح الأعظم ِ

 


 

قيثارة الدم / أبو يوسف المنشد

 

دحرجت جمجمتي إلى قمر الدم ِ

ورسمت للآتين ما لم يُرسم ِ

لمّا وثبت وثبت نحو قيامتي

وعرفت أنّ الموت يفتحُ برعمي

سترون في عين الكواكب خطوتي

وترون في قلب الجليد تضرّمي

ياسرمديّ النزف هل من مبحرٍ

إلّاي َ في لُجج الزمان المعتم ِ

إنّ الغمائم تستدير لخطوتي

وكذا الحرائق تستدير إلى فمي

والصبح مهرٌ في يديّ لجامه

والليل نسرٌ تحت خطويَ يرتمي

هذا دمي والبحر مغتسلٌ به

فيه تغطّى اليوم طائر آدم ِ

واليوم تتبعني عصافير الصدى

فأنا الدليل على الدم ِ المترنّم ِ

لقبٌ عيوني للكواكب كلّها

لقبٌ عذاباتي لكلّ متيّم ِ

يتردّد الأنسان بين طفولتي

وطفولتي لولا دمي لم تُفطم ِ

دحرجت جمجمتي لكلّ مجرّةٍ

عذراء لم تُهتك ولم تتهشّم ِ

وطفقت في الأزمان أحمل شعلتي

شرفاً إلى أوج الجراح الأعظم ِ

أنا ما انتميت لصخرة التاريخ لا

بل إنّني أبداً لجرحي أنتمي

ياليل فيك عرفت أنّ عوالمي

لولاك فيها الجرح لم يتكلّم ِ

ما زال آدم تحت كلّ شجيرة ٍ

يبكي وذي الآلام ضاحكة الفم ِ

مازالت العتمات راقصةً على

لغط الخفافيش الذي لم يُفهم ِ

نغمٌ تناهى للدهور جميعها

ما بين مقبرةٍ وليلٍ معتم ِ

فإذا الخطايا كالزهور لخاطيءٍ

وإذا الجرائم كالمدام لمجرم ِ

فالبعض في كابوسه مترنّحٌ

والبعض وثّابٌ لكلّ مذمّم ِ

ياليل لم أنشدك قافية الدجى

فجر الجراح بخطوتي لم يهرم ِ

إنّي لباقٍ والبقاء نهايةٌ

لبني الزمان المستدير إلى الدم ِ

 

العراق – الشاعر أبو يوسف المنشد

 

 

 

في نصوص اليوم