نصوص أدبية

محمد المهدي: لست أخشى بوار الحروف

mohamad almahdiإلى الماء والظــلّ الظّـليل .

هذا مسلكي في العشق ألــوذُ به،

 


 

لست أخشى بوار الحروف! / محمد المهدي

 

أخشى أن يتبدد السَّراب،

ويضحى مجرد نزق يثير العطشى..

أو تراتيلَ صمت يُطبق على الأفق،

كلما تأوه الصبح أو حاول الكشف عن أسرار الظلام .

وهذه خيمتي تظللني،

وتقيني قَــــرّ نفسي،

وتَصُـدُّ عَنّـي حِـراب الشّتات،

وانزيـاحَ الرؤيــــا ..

أخشى أن تُثـيـرَ مودتي امتعاض الشوق

حين ينهــار الحنين،

أو تعصفَ الشّجونُ بلوعتي

كلما استقام في صدري الأنيــن .

أو تراودني هواجسي على انطوائي ووحشتي،

و تُسدل أهداب الحنين المارق على الجفون .

أخشى أن يجافيني الجفاء،

و ينصرم بيني وبين الــودِّ الـحبــلُ،

أو يغــادرَ أياديَ السخــاء،

و يُعادي رَوابيَ الغيمُ والطـــلُّ .

أو تصُدُّ عني أنفاس الريح العليل ..

فلا السرابُ عاد طَيفا يُراود التيــه،

ولا النوق العطشى تنساق طوعــا،

إلى الماء والظــلّ الظّـليل .

هذا مسلكي في العشق ألــوذُ به،

لست أخشى  بوار الحروف،.

ولا تمنع الكلام كلما بَــان وجه الشمس

عند  مخاض الأصيــل .

 

محمد المهدي  

 تاوريرت ـ المغرب

 

في نصوص اليوم