نصوص أدبية

حسن رحيم الخرساني: في تلكَ القافلة .. أُقلمُ مسافاتَ عيوني

hasanrahim alkhorasaniالوطنُ بحجم دمعةِ أمٍ

سقطَ قلبُها شهيدا

 


 

في تلكَ القافلة .. أُقلمُ مسافاتَ عيوني

حسن رحيم الخرساني

 

صيادونَ كُثر

يحفرونَ ثقافتهم بأصابعٍ من حديد!

دوائرٌ شرسةٌ

لها أنيابٌ في قبعاتٍ سرية الون !

نباحٌ في كل مكان ..عواء في زوايا ثابتٌ ومدروسةٌ،

أنين تحتَ سقوف تبكي ... كراتٌ تلعبُ

وأخرى لا علاقةَ لها بالملعب، لكنّها تنتظر وبحذر !

شعبٌ بلا غطاء جوي

مشغولٌ بالصيف

والشتاء

والكهرباء

والهرولة بإتجاهاتٍ مختلفة

مشغولٌ

بالبطاقة التموينية

بالكيات

بالسيطرات

منهمكٌ جدا

بالخوف

من اليوم

وغدٍ!

صيادون كُثر

والضحيةُ تبتسمُ

أمامَ تلكَ الخناجر المسمومة!

 

2 .

لا أجدُ أحداً

القافلةُ حبلى بالحجر

تفككُ في كل مكان

لا زوايا هناك

فمُ البحرِ أكبرُ مما تتوقعهُ  أنتَ

أو أنا

ولا أنشتاين ذاته !

لا فصولُ تُذكركَ بالزمن ـ النصُ واحدٌ ـ

لهذا رأيتُ المؤلفينَ لهم رأسٌ طويل

بلا أقدام.

لا طريقَ هناك.

أركضُ بإتجاهات من رمال

أُقلمُ مسافاتَ عيوني

أحرثُ شهوةَ العاصفة

لا أجدُ أحدا..

فقط

ليلٌ أعمى ..ونجومٌ أرامل

لا مكانَ للشمس

في تلكَ القافلة!

 

3 .

لم يكنْ البابُ يعلمُ

أنّ القلبَ لهُ أَقْبِيةٌ سريةُ

ونوافذُ

يتسللُ منها الخوفُ.

في الليلِ

محكمةُ الروح

تفتحُ أوراقَ الألمِ النازل ..الصاعد

ثم تُقررُ.

في الصبحِ

ينظرُ بابُ القلبِ

إلى قوافلَ تدخلُ

لا يعرفُها

لأنَ الضوءَ يتيمٌ

في بلدٍ

لايفهمُ لغةَ الورد!

 

4 .

الوطنُ بحجم دمعةِ أمٍ

سقطَ قلبُها شهيدا.

 

 

في نصوص اليوم