نصوص أدبية

ياسين الرزوق: نسبُ الأحرار

yasin alrazukيا دمشقُ استمهلي لا تقتلي بوح العذارى

إنَّ طلَّاب العطايا بالدم المسفوحِ قد باتوا سكارى

 


 

نسبُ الأحرار / ياسين الرزوق

 

اِقتحمْ ماضيكَ يا خَوَّافُ غامرْ

لن تدورَ الأرض بالأنسابِ حاذرْ

ها أنا ماضٍ إلى حيث الخرافاتُ انتهت بين المقابرْ

إنْ قُتِلْتُ اليوم مطعوناً بكم لا تصرخوا لا تستفيقوا

حلمُ ليلى ذئبُ أجدادٍ مسافرْ

تحت أعراق الأظافرْ

إن نبشتمْ في دمي قامت عذابات التراب استمطرت

أسماءَ مَنْ بالموتِ قد داسوا عليه

يستبيحون الورى بالموتِ و الغيبِ المُقامرْ

عبلتي هل عنترٌ ما زال يحمي هودج السلم المُهاجرْ ؟!!

                                ××××××××××

عينُ جيرونَ التي تسقي الحيارى

لم تَذبْ في دمعها

 صيحاتُ شعبٍ في الصدى

حتَّى روى ماءُ الحمى فجرَ الغيارى

أمَّتي لا أمسَ لي والأمسُ مخلوقٌ توارى

فاكتبيني بين سطرٍ يعشقُ الماضي

وسطرٍ يقرئُ العشَّاق ثارا

يا دمشقُ استمهلي لا تقتلي بوح العذارى

إنَّ طلَّاب العطايا بالدم المسفوحِ قد باتوا سكارى

دفَّة العمر استعادت بأسها

 و استعصمتْ بالحربِ حتَّى استحضرت أوزارها بين الهدى

و المهتدين الجاعلين الفتحَ عارا !!

بين ركن ٍعاقلٍ

 في غيِّه نار العدا بانت

 و ركنٍ عابرٍ بالموج ديناً لا يُجارى

جارتي حمصُ التي لم تستَقِمْ حتَّى شفاها الله حقَّاً

ليتها لم تغتربْ عنَّا بعيداً

في بحار الغير حينَ استعذبوا عقم الصحارى

من حماةَ الرُشدِ لم يستحضِرِ الطفلُ الذي يحفر الذكرى على دير المنايا

أمَّه بالحقد كي لا

تتلو البلدان في المستقبل المنشودِ أغراباً غَزَوْها

و استباحوا بالخيانات الديارا !!

 

                     ××××××××××

 

حلبٌ معشوقتي لا تعجبوا من عشقِ ساهرْ

فأنا المدفونُ في قبر الضمائرْ

مِيتتي درعا ستحيا رقصة الجنديِّ نصراً

كلَّما دارت على الجاني الدوائرْ

رَقَّتي لا تُسْلِمي فالعتقُ كفرٌ

قد غدا صوتَ الحرائرْ

لا تُنَاورْ يا فتى فالشرقُ أنثى

لا ذكورٌ خرَّبَتْهُمْ كبوةُ الخيل المُثابرْ

لا تَقُلْ لا أرضَ لي

كنْ صادقاً

 قُلْ ملجئي قلبٌ يدقُّ البابَ كي تصحو المشاعرْ

هل عرفتم؟!

 مَنْ أنا من مشرقي قولوا جَهاراً

قاوموا خوفَ السرائرْ

نَسَبُ الأحرار أنتِ اليوم بشرى !!

أمطرينا بالبشائرْ ..........................

 

الشاعر: ياسين الرزوق - سورية

 

في نصوص اليوم