نصوص أدبية

بان ضياء الخيالي: الشمس في أصابعي

ban diaahabib (إلى كل من سألني عن الكتابة مع كل محبتي واعتزازي)

افكر دائما في هذا العطر الذي يغريني على التنفس هذا الكائن المثالي الذي اقتات من روحي فمنحني الحياة (الكتابة كائني الحبيب الودود)

هبتي الثمينة .. (الفعل- رد الفعل) الشاسع النشوة  الذي يمنحني أعظم أسبابي

أفكر كثيرا بسبب وجوده و غيابه، بل وفي جدواه

هل انا اكتب .. لأجد (بان) وسط هذا الركام  المسمى حياة ؟

لأبصر نقطتي في تلك السماء السوداء المحملة بالموجودات والمفترضات؟

هل أن الكتابة هي رغبتي في الانغمار في الحياة أم أنها عذري للابتعاد والتنصل عن الواقع؟

هل هي سلاحي أم عدوي؟ هل أنا اكتشف ذاتي ام أخونها  حينما اكتب؟

هل ان الكتابة هي رغبتي المكبوحة بالأصول و الاتكيت،بالصراخ عند الألم والضحك من القلب حينما تجبرني مراسيم النضوج ان اكتفي بابتسامة، أهي رغبتي بالامتياز والترفع ام انها وسيلتي للاختباء خلف عديد من الشخصيات والأدوار التي لا تشبهني لأموه وجودي واصفق لنجاحي في لعبة اختباء طفولية مازالت تلازمني  

وباختصار (لئيم) في كل مرة وصلت لنتيجة واحدة تنطبق تماما تلتصق كمرادف لكل اسئلتي

كتابتي هي أنا

(أنا الحرة الجريئة المنطوية المنعزلة المليئة بالفرح بالحزن والحياة ....

هي الروح الحقيقية التي استمعت إلي دون تذمر، حريتي التي  لم أجدها  ...

هي المسكينة التي احتملت سياط حزني، قوة فرحي، سطوة كآبتي وفورة ألمي

هي الصديقة التي منحتني السلام بلا  حدود ولا مقابل وهي الجلاد الذي قصف  بياض سكينتي وهدوء أفكاري بألوانه الصاخبة

ما سبق قال عن جدوى أن اكتب ولكن

لم تتركني الكتابة أحيانا؟ ولم اكتفي بالتنكر لسبب فرحي دون أن أحاول مصالحتها؟

هل ان فرط اقترابي من ذاتي صار يرعبني؟ هل الاقتراب من الاخرين هو مشكلتي الجديدة،

لم تجف أصابعي وينشف دمي وكل هذا الحبر  يصهل في عروقي

هل هي رغبتي في الجموح وكسر القيود حتى قيود الالتزام بالكتابة ومطاوعتها؟

هل في ابتعادي عن القلم محاولتي في الإبقاء على بان؟ في تضييعها؟

اهي طريقة جديدة للقتل بقتل الشغف الأقوى؟ هل التميز والنجاح صار مخيفا لدرجة الشلل، ام انها المسؤولية التي يعظمها الخوف من الفشل

لا أظن أنني استطيع أن أجد مبررا نبيلا لتلك الأنانية القاتلة التي اسمها الانقطاع أحيانا عن الكتابة

ولن أحاول لاشيء ابعد يدينا الصديقتين فعلا  مازالت هنا

تلك الشمس في أصابعي ما تزال تتقد

لكنني ببساطة  أنا الكائن الممتلئ بالأضواء  بالفرح والحب والأمل  هذا الكائن الذي منحته السماء كل تلك النعم، هو أيضا  ذرة من هذا الغبار، تنهيدة عابرة بين كل هذا الألم ، انا كسرة من هذا الدمار والحزن والعذاب جزء من الموت والشلل والصمت المهيمن ولأن كتابتي هي انا،فهي أحيانا تدير وجهها وتقبع ساكنة في ركن قصي من روحي بلا سؤال بينما انزع أجنحتها الملائكية عني .

 

 بان ضياء حبيب الخيالي

 

في نصوص اليوم