نصوص أدبية
حسن رحيم الخرسان: عصافيرُ المطر
كيفَ مرت ْدجلة ُ في الليل ِ عارية ً
على أصواتِنا
عصافيرُ المطر / حسن رحيم الخرساني
على أصواتِنا
صوت ٌ غريب ُ
في يديه ِ قبورُنا ـ وقبورُنا
ذكرى على الأبواب ِ
تسمعُنا
وقبورُنا
صوت ٌ ينام ُ به ِ المعنى
وفيه ِ
يستريح ُ الرأس ُ
من قلق ِ الذباب ِ
ونار ِ الصيف ِ
وأغنية ِ الرئيس ِ على دفوف ِ الحرب ِ
وقبورُنا
كل ُ القصائد ِ
حينَ يدخلُها السواد ُ
بنبضنا
والنبض ُ يكتب ُ
كيفَ مرت ْدجلة ُ في الليل ِ عارية ً
على أصواتِنا
النبض ُ يكتب ُ
كيف َ جاء َ لنا الفرات ُ
وبين َ عيونه ِ
تابوت ُ أمي
والنخيل ُ
وصمت ُ بغداد َ الممزق ُ
النبض ُ يكتب ُ
وقبورُنا ذكرى على الأبواب ِ
تسمعُنا
قالَ الصباح ُ
أيها القمح ُ العراقي ُ
أنتظر
شاهدت ُ تنور َ المدينة ِ
يأكل ُ الأطفال َ
والشجر َ اليتيم َ
والرطب
شاهدت ُ موتى
يزرعون َ الموت َ
في كل ِ الحدائق
شاهدت ُ أصواتا ً
بلا ساقين ِ
تسجد ُ للحجر
يا أيها القمح ُ العراقيُ
أنتظر ْ ... قال َ الصباح ُ
ثم قال َ .. وقال َ
ونحن ُ
نركض ُ
ثم نركض ُ
كي نقاتل َ بعضَنا
وجـميعُنا
صوت ٌ غريب ٌ
في يديه ِ قبورُنا ـ وقبورُنا
ذكرى على الأبواب ِ
تسمعُنا
في الليل ِ
ثمة َ طلقة ٌ ضحكت ْ
تُدغدغُها الأظافر ُ
في جيوب ِ جيوبـِنا ـ وجيوبُنا
تكتظ ُ بالغرباء ِ
والمارينز
والحرية ِ الأرملة ِ البيضاء .. السوداء
وجيوبُنا
حبلى بنا .. في الليل
تزرع ُ كل َ أرصفة القلوب ِ
مفخخات ٍ ... تزرع ُ
إلا ّرصيفا ً واحدا ً
سافرت ُ فيه ِ
قبل َ تلك َ الطلقة ِ
قالت ْ طفلة ٌ
تركت ْ طفولتَها أمام َ عيونـِها
تغفو بطيف ٍ
بين َ كف ِ الريح ِ
بين َ الرمل ِ
والمرض ِ الخبيث ِ ـ طفلة ٌ
قالت ْ
يلونـُها السلام ُ بموتـِها
قال َ السلام ُ ـ طفلة ٌـ
سافرت ُ فيها
بين َ كف ِ الريح ِ
بين َ الرمل ِ
والمرض ِ الخبيث ِ
قالت ْ نملة ٌ ـ الطائرات ُ ـ
أدخلوا جسدي
أدخلوا لغتي .. قالت ْ
نملة ٌ
هذا المساء ُ .. رأيتـُها
جلست ْ معي
عصفورة ُ المطر ِ
إني رأيتـُها
تغسل ُ الكلمات ِ من ظل ِ الغبار ِ
ومن الدم ِ ... رأيتـُها
جلست ْ بنور ِ الحب ِ
مثل َ قصيدتي .... جلست ْ
ولم تتكلم ِ.