نصوص أدبية
عبد الفتاح المطلبي: ذكرى القُبَلْ
وإذا بعشبِ الوجــــــدِ يَمْرعُ زاحفاً
وإذا الجوى يقِــــــظٌ ٌ فتمتلئ المُقلْ
ذكرى القُبَلْ / عبد الفتاح المطلبي
ودِّعْ رجاءَكَ لا رجــــــــاءَ ولا أَمَلْ
واقنعْ بما تجنيهِ مـــــن ذِكرى القُبَلْ
****
إن الذي مازلتَ ترجـــــــــو وصلَهُ
ذو خافقٍ مثل الحجـــــــارةِ لم يزلْ
****
مَهما غَسـَــلتَ القلبَ مـــــن تذكارِهِ
تُلفيهِ من بيـــــــــنِ الجوانحِ قد أطَلّْ
****
في الوجدِ في الآهاتِ في ليلِ الأسى
في لحنِ مــــــــــوالٍ ترنّمَ بالغَزَلْ
****
فإذا بقلبي فــــــــرطَ أهوال الأسى
دَنِفٌ تمايلَ مــــــن هُيامٍ واعتدلْ
****
يأتيكَ فـــــــي حلمٍ فيخْضَرُّ الكرى
وكأنّهُ غيمٌ عـــــــلى حرثٍ هطلْ
****
وإذا بعشبِ الوجــــــدِ يَمْرعُ زاحفاً
وإذا الجوى يقِــــــظٌ ٌ فتمتلئ المُقلْ
****
وإذا بطعمِ الشوقِ فـــي كأس النوى
أشهى مذاقاً مـــــن قوارير العسلْ
****
وا حسرتاه عليـــــــــكَ إذ وقعَ الذي
تخشاهُ يا مســـــكين وانقطعَ الجدَلْ
****
إن الحيـــــــــاةَ وجيـــزةٌ أيامَها
ولكلِّ شيءٍ فـــــــي دفاترِها أجلْ
****
أَبِقَ الذي بيــــــــنَ الضلوعِ مكابراً
وهفا إلي طيرٍ يحــــــطُّ على زُحلْ
****
يا عاذلَ الممسوس مـــن ظلم الهوى
قد خابَ سعيُكَ فيــه، ما نفع العَذلْ؟
****
ولقد علمتُ وأنــــــــــت أدرى أنّهُ
فقدَ الصوابَ فخاضَ ما لا يُحتمَل
****
ولئن عذلتَ فلســـــــتَ إلاّ عاذلاً
ماشابَ بالشــــــــــنآن عواماً بلل
****
ما أشرقت شمـــسٌ ودامَ نهارُها
ما ضاءَ بدرٌ فــــي الدُجا إلا أفل
****
لا يستقر الكــــــــــــون إذ أفلاكهُ
دأبت تدور ولا تقـــارفَ من زلل
****
هي هكذا ما بيـــــــــــن نجمٍ لامعٍ
وكويكبٍ ميْتٍ ومـــــــــا فيها خلل
****
راحت تواصـــــلُ سعيها فتجشمت
روحي غوائلَ مـــا ادعتهُ من العللْ
****
يوماً تدورُ عـــــــلى لوالبِ توقِها
وتضيعُ يوما بيـــن أضراس المَلَلْ
****
مذ فار تنور الهــــوى غرقتْ بهِ
ما صادفتْ نـــوحاً ولا فلكٌ وصل
****
لاطوفَ والطوفان يجتـــاح المدى
لا نفعَ في قممٍ إذا غــــــرقَ الجبلْ
****
هي هكذا ارتـــــــدّتْ على أعقابها
صديانةً تهفو إلــــــى بعض البللْ
****
ولئن أشاحت عــــــــــن ترنمِ بلبلٍ
فلأن سرباً مـــــن جرَادٍ في الأسَلْ
****
أكلَ الغضيضَ ولا غضاضةَ غائرٍ
يأسى على الأوطانِ من دعوى هُبَلْ
****
وكأن عين الدهرِ مـــــن حَوَلٍ بها
قد كَلَّ بؤبــــؤها وأمعنَ في الكللْ
****
واسأل ضفافَ النهرِ هل حطتْ هنا
أسرابُ غرنوقٍ وهـــــل منها نهَلْ
****
أم أن هذا الســــــــرب غيّر عادةً
بعد الذي قــد صارَ مــن أمرٍ جللْ
****
لا خيرَ فـــــــي زمنٍ تهافتَ سعيهُ
دعرَتْ بــــــه الأيامُ واشتدّ الدَجلْ
****
زمنٌ أطالَ بــــــهِ الخرابُ لسانَهُ
فأساءَ للعَمَرانِ وامْتـَــــــدَحَ الطللْ
****
يزري بنهرٍفاضَ مــــــــن جنباتهِ
ويُشيدُ بالضحضاحِ من ماءِالوشَلْ
****
يتصيد العثـــــــــراتِ للقدمِ التي
تسعى إلــى خيــرٍ و يفخَرُ بالشَلَلْ
****
لا صفوَ من كَـــدرٍ ويومُكَ خائضٌ
بالكأسِ تُســـــقى رنقَها حتى تمَلْ
****
سئمَ الوقوفَ على الربيئةِ حائراً
فإلى متى يبقى على التلِّ الجمَلْ