نصوص أدبية
حسن رحيم الخرساني: قالَ لي نادما ً في وقتـِها
ثمة َ طائرة ٌ ترضع ُ أحلامـَه ُ
وطائرة ٌ تأكل ُ أيامـَه ُ
قالَ لي نادما ً في وقتـِها / حسن رحيم الخرساني
لا وقتَ للكلمات ِ
كي تتنزه َ في الحدائق ِ
ثمة َ أظافر ٌ تلهث ُ بالدم
وعيون ٌ تشع ُ بنور ِ الجوع..
لا وقتَ للحروف ِ
كي تـُرتبَ ألوانـَها
ثمة َ أصواتٌ حبلى بالأرامل ِ
وأصواتٌ حبلى بالرقص
على شرف ِ الحرب..
لا وقتَ للدجلتين ِ
ثمة َ جثث ٌ تئن ُ
وأسماك ٌ
تفرش ُ للموت ِ
جرائم َ السواد.
لا وقتَ لأمي
ثمة َ رحيل ٌ
سرق َ دموعـَها
كلَ يوم.
لا وقتَ لأبي
ثمة َ كرسي ٌ
جالسٌ على شفتيه ِ.
لا وقتَ لبغداد َ
كي تفتش َ ملابسَنا
من المتسللين، القتلة
ثمة َ جندي ٌ عميل ٌ
يقف ُ على أبواب ِ أقدامـِها.
لا وقت َ للوطن
ثمة َ طائرة ٌ ترضع ُ أحلامـَه ُ
وطائرة ٌ تأكل ُ أيامـَه ُ
وطائرة ٌ
في النوم ِ
كي لا ينام َ
ولا يلتفت.
لا وقتَ لنا
نحن ُ العراقيين َ
كي نزرع َ الحب َ
على وجنتي العراق
ثمة َ مفخخة ٌ في جيوبـِنا
جيوبنا جميعا ً.
لا وقتَ لي
ثمة َ طفل ٌ في القلب
يبكي معي
يبكي
على نخلة ٍ
لم تجد ْ رأسَها
لم تجد ْ أسمَها
لم تجد ْ شعبَها
لم تجد ْ قبرَها...
لا وقتَ للــ ــ اللاوقت ــ
ثمة َ وقت ٌ
عاطل ٌ وعقيم
قالَ لي
نادما َ
في وقتـِها.!