نصوص أدبية

عبد الفتاح المطلبي: بريقُكَ خُلّبٌ

abdulfatah almutalibiفلا تعـــــد الفؤادَ بدِفءِ شمسٍ

عسى أن يمنعَ الشمسَ الضبابُ

 


 

بريقُكَ خُلّبٌ / عبد الفتاح المطلبي

 

بريقُكَ خُلّبٌ وجَــــــــناكَ صابُ

ووعدُكَ مثلما يعـِـــــدُ السَرابُ

 

سماؤك لا يطيرُ الطيرُ فيها

وأرضُكَ كلُّـــــها أرضٌ يبابُ

 

كما نأتِ الثُريا عـــــــن سهيلٍ

نأيتَ فلا مجــــيء ولا ذهابُ

 

أصيحُ وأستغيــــثُ لعلَّ يوما

يُهَوِّنُ من أسى روحي جوابُ

 

وأيقظني الصدى والقلبُ خِشْفٌ

تدورُ عليهِ في الوادي ذئابُ

 

كفاني منكَ أن الوصــــلَ حلمٌ

وإن الزاجلَ الآتـــــــي غُرابُ

 

صدِيٌّ والكـــؤوسُ لديكَ ملأى

يفيضُ على جوانبــِها الشرابُ

 

تباركَ يومَ شـــــبَّ القلبُ ناراً

وزاد أوارَ شعلتــِـــــها الغيابُ

 

وقُدّسَ سِزُّهُ سَهـُـــــــَرُ الليالي

فلا ســـــــرٌّ يُدومُ ولا حجابُ

 

وكم قد حاولَ العشـــــاقُ كتماً

عن الواشين أمرهمــو فخابوا

 

ولمْ يُطِقِ الكثيرُالموتَ عِشقاً

ففرّوا منه إشفــــــــاقاً وتابوا

 

لها العُتبى إذا الأقــــدارُ شاءتْ

وهل يُجدي مــع القَدرِ العتابُ

 

وأنتَ ترى فــــــؤاديَ مستباحاً

تشاركَ مِنسَرٌ فيـــــــــــهِ ونابُ

 

وأبحرَ في الفؤاد الشوق يوماً

وغنّت مـــن صبابتها الربابُ

 

وربتَما يكونُ البحـــــــرُ رهواً

فينصِفَ مركبَ الشوقِ العُبابُ

 

وما شططاً أقول فلستَ تدري

متى تحني نواصـيها الرقابُ

 

سل العشّاق عـن شيّمِ الليالي

عليهمْ مــن مخالبها خضابُ

 

فلا تحزنْ عـلى ما فاتَ منها

لكم حضرتْ بساحتهم فغابوا

 

ولو عانيتَ مــــن قلبٍ غريرٍ

فإن فــــــراقَهُ رأيٌ صوابُ

 

فأبشر بالسلوّ فــــــــإن سهماً

يطيش لعلّهُ ســــــــــهمٌ كِذابُ

 

يَسفُّ على رمال الوجدِ طيري

وطيرُكَ لا يُدانيهِ الســـحابُ

 

فلا تعـــــد الفؤادَ بدِفءِ شمسٍ

عسى أن يمنعَ الشمسَ الضبابُ

 

وما أوصدتُ بابَ القلبِ حتى

تفتّحَ فــي جــدار الروحِ  بابُ

 

سيبقى مُشرَعاً فــي كل حينٍ

إلى أن يحسمَ الأمرَ الحسابُ

 

تمتع فالحيـــــاة تكادُ تمضي

إلى أفُقٍ يعزُّ بـــــــــــهِ إيابُ

 

في نصوص اليوم