نصوص أدبية
حسن رحيم الخرساني: بنصفِ شكلٍ ..ونصفِ ظل
أحرثُ لغتي
كي أزرعَ فيها وطني القادم!
بنصفِ شكلٍ ..ونصفِ ظل / حسن رحيم الخرساني
1
كلهم يهرولون بإتجاهٍ واحدٍ إلّا أنا كنتُ أحدقُ إليهم وأقولُ:
متى تصل أرجلُهم إلى القمة؟
2
لأننا نصرخُ جميعا كلَ يوم ٍ،، قالَ قائلٌ منهم:
أنتم أضغاثُ أحلام وجميعكم سيأكلُ الطيرُ من رأسه!
3
تتقافزُ عيونُهم وكأنهم ضفادعُ منتفخة من الخوف. إنهم بلا كواكب لهذا سحبوا منهم إنسانيتهم
ثم تركوهم في مستنقع ٍ آسن. جميعهم ضفادعُ منتفخةٌ ..وبلا عيون!
4
نحنُ أنصافُ اللقالق
لنا نصف ُ كرامة ٍ
نكتفي بنصف ِ وجبة ٍ
نصرخُ بنصف ِ صوت ٍ
نطيرُ بنصف ِ جنح ٍ
لنا نصفُ قبر ٍ
يحاسبُنا الله على نصف ِ أعمالِنا
لن ندخلَ الجنة َ
ولن ندخلَ النارَ
إننا نصفُ حقيقة ٍ...بنصف ِ شكلٍ...ونصف ِ ظلْ.
أيّها الترابُ
أمنحْنا نصفَ غيابٍ ..كي ننامَ بينَ كفيكَ بسلام ٍ آمنين
5
أحرثُ لغتي
كي أزرعَ فيها وطني القادم!
فأنا حروف ُ العابرينَ إلى النهر.
6
على جنونِها تقفُ المدينة ُ
شعبُها موتى ..وقادتُها قبور!
7
إنهم على حافة ِ الصمت يلعبونَ مع الريح ..وكأنهم أمواجُ أنوثة ٍ تشتعل!
8
عندما سقطَ تمثالُ الدكتاتور نبتتْ كراسي في المكانِ ذاته ِ ..ولكن بأثوابِ ديمقراطيةٍ ..وأقدامِ ــ تراكتور ــ تحرثُ الأخضرَ واليابسَ!
9
حين مشينا إلى الحرب كانتْ أصابعُنا تعزفُ مع الموت ِ لغة ً لانفهمُها
وحين عدنا من الحربِ عزفنا لها رحيلَنا ..وتركنا أصابعَنا
تعزفُ
تعزفُ
وتعزفُ لغة ً لا نفهمها إلى الآن!
10
تحت َ أجنحة ِ المطر يجلسُ قلبي ويُصلي.
11
أحاولُ لكنّ الفصولَ تلعبُ ولا تلتفت!
12
قبلَ أن تقعَ قلوبُكم مثلَ تفاحة ِ نيوتن. تذكروا بأن الترابَ متيم ٌ..والتفاحةُ لم تخرْ إلّا بعدما رأتْ في عيون ِ الأرض أنهارَ الحبِ تعزفُ أمواجَ التوهجِ!
13
من تحتَ سقيفة ِ بني سعد
هامَ التأريخُ على وجهه ِ في الصحراء مثلَ أي مجنون ٍ يضحكُ على عورته ِ أمامَ الرمال!
14
أشتركَ معي الضوءُ بالدخول
فكلانا يعلم ُ أسرار َ التوحدِ!
15
نحن الصعاليك نفخخ ُ أحزانَنا بالضحك .نركضُ بإتجاهات ٍ متعاكسة ٍ ..تجمعُنا مائدة ُ الجوع. نكتبُ للشجيرات ِ قصصَ الحرب كي تزدادَ أخضرارا ً بجمال ِ الموتى!
السويد