نصوص أدبية

فاطمة الزهراء بولعراس: مناجاة لليلة فقدتُك فيها

fatimaalzahraa bolaarasفي ليلة الواحد والثلاثين من ديسمبر عام 2000  انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الحاج علي بولعراس قبل منتصف الليل بقليل، ودفن يم الأول من جانفي 2001.. رحمه الله رحمة واسعة وجعله من أهل النعيم المقيم


 

 

مناجاة لليلة فقدتُك فيها.. اشتقتُ إليك أبي

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في كل عام يحتفل العالم في جنون

بسنة قادمة

يفرحون يمرحون يصرخون

يأملون في شئ جديد

ووحدي أناجي فيها حزني المقيم

وأنت عني بعيد

عندما خط القدر لرحيلك يوما لا يشبه الأيام

وساعة تمسح الأعوام عاما بعد عام

قبل الصفر بقليل

والقلب ركن إلى حلم جميل

غادرت مبتسما كملاك

وتركتَ اسئلة كثيرة للحب

لن يجيب عتها سواك

اشتقتُ إليك أبي

وفاض الوجد واحترق الفؤاد

واكتوى بجمر الغياب

ولازال السؤال يكبر بينما تصغر الأماني

والقلب ينحني كل حين لذكراك

لازال السؤال يسألني

متى أستسلم و أصبر ؟

ومازال الصبر عني بعيدا ولن يأتي

و حنيني يحن لحنانك

وشوقي يشتاق لرؤياك

اشتقت إليك أبي

ولازالتْ تعبث بي الليالي الباردة

وليلة الواحد والثلاثين من كانون

عندما أنت بين الكاف والنون

كن فيكون

ورحلتِ وعلى الأبواب تقف الثمانون

فما كنتَ بعد ولا كانت الثمانون

اعترض القضاء يا والدي

و قضى بالموت على فؤادي

قلبك أسكتته المنون

اشتقت إليك أبي

وإلى حكاية اللقاء الأخير

إلى نظرة الوداع في عينيك تملؤها الدموع

والقلب ملتاع بين الضلوع

أيدُك كانت تلوّح أم يدي  للقاء قريب

في أخر ذلك المساء الكئيب

لا أحد يجيب

رحلتْ كل الأجوبة مع الحبيب

اشتقت إليك أبي

والعام يعود كل عام لينتهي في ليلة فقدتك فيها

ويبدأ في يوم شيعتُك مع عام مضى

لمثواك

كأنه يذكرني بك يا والدي

أتراه ظن أنني نسيتك

أو أنساك ؟

أنا لن أنسى وما نسيتُ ليلة فقدتك فيها

وما انطوى يوم وما ذكرتك فيه

وما انقضى عام واحتفى بليلته

إلا نكستُ أعلامي واستحضرت ما بقي مني

وناجيت طيفك الجميل

و حدثته عنك وعني

ثم احتفيتُ أنا و حروفي الحزينة

بلِقياك

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في نصوص اليوم