نصوص أدبية

حسن رحيم الخرساني: على أصابعِ ضوءٍ

hasanrahim alkhorasaniليلٌ ينهضُ بقامة ِ الهواء..يدخلُ إليهم...ثم يعوي.

تقولُ رئتي: في أنفاقِ عيونِهم طحالبُ تُدمدمُ ..ومقبرةٌ عاقرُ تنامُ بلا موتى ..ولها عرشٌ عظيم!

تقولُ رئتي: إنّهم أسنانُ التراب. على ملامحِهم طرقٌ بلا أثواب..يحتشدونَ جميعهم في أصبعٍ واحدٍ مُعاق.

تقولُ رئتي: أرجلُهم حصى، لذلكَ ستشهدُ عليهم أمامَ النهر!

 

لم تقلْ رئتي أيّ شيء..ولستُ أنا هنا أو هناك ..بل هو الغسقُ رفعَ قبعتَهُ للشمسِ ثم قالَ لها: أحرثي لغةَ النخيلِ ..وقولي لَهُ ..إنّها الواقعة!

 

2 .

في الصعودِ ـ جاءَ طيفٌ ..كان صمتاً يُغني ولا يُغني.

كانَ حُبا بهِ السماءُ ثوبٌ ..وفيهِ نُعاسُ التمني!

في الصعودِ ـ رأيتُها يقطفُ الموجَ سُحرُها والعيونُ.

رأيتُ ....(ثمةَ خوفٌ) رأى خيالاً يذوبُ!

رأيتُها على أصابعِ ضوءٍ وفيها تنامُ القلوبُ!

في الصعودِ تسللتُ وحدي إليهِ ..كانَ طفلاً لهُ من الوردِ خدٌ على شَفتيه ِ نجومُ .

 قالَ لي: إنني ....قلتُ لَهُ : لا ...فبكينا .. والبكاءُ غريبُ!

 

في الصعودِ جاءني نهرُهُ والنخيلُ ..جاءني يتمشى وفي يديهِ  تأريخُ شعبٍ توارى .. المكانُ قتيلُ!

في الصعودِ ـ جاءَ ولم يكنْ ..إنّها الرمالُ في شمالي ..في جنوبي ..رمالُ!

 

3 .

جلسَ السوادُ ...رمادُهُ بينَ العيون ِ ..تنوحُ في فمه ِ البلادُ ..موتى تُقاتلُ بعضَها ..قبرٌ يُحدقُ جائعاً ..صمتٌ مُمزقُ ..ظلٌ يمدُ يداً إلى يدهِ ..لا صوتَ إلّا الخوفَ دمدمَ هامساً : هذي النهايةُ والبدايةُ ..والنهايةُ ..والـ ...

لكنّ يوسفَ لم يزلْ في الجب ِ ..في بغدادَ ..يا يعقوبُ ..عادوا ..

عادوا كما جلسَ السوادُ!

 

4.

لا شيء يصلُ ـ أقسمُ لكم ـ كلُنا نُمارسُ الدورانَ بإتجاهِ أمنيةٍ لن تتحققَ!

 

TRELLEBORG –SWEDEN

 

في نصوص اليوم