نصوص أدبية

عبد الرضا علي: إلى عبد الوهاب العدواني

abdulreda aliقصيدة معارضة لقصيدة

ا. د. عبد الوهاب العدواني

 


 

إلى عبد الوهاب العدواني/ عبد الرضا عليّ

 كان صديقي وزميلي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب العدواني قد زيَّن جيديَ العاطلَ مشكوراً بقصيدةٍ جميلة وسمها بـ {ما معاد الطير في الكرب بهين} بعد أنْ رأى صورتي في صفحة التواصل الاجتماعيِّ، فحاولتُ أن أعارضه فيها ـ المعارضة تعني محاكاة قصيدة لأخرى وزناً وقافيةً ـ  فإنْ لم تبلغْ معارضتي ما بلغته قصيدتُهُ من نسجٍ محكمٍ، وصورٍ جميلة، فعذري أنّني حاولتُ، وتجدونَ بعد قصيدتي هذه التي أسميتها بـ (إلى عبد الوهاب العدواني) قصيدته الجميلة، مع امتناني، وعرفاني:

 

إلى عبد الوهاب العدواني

 

ضاعَ (يا عبدَ الوهابِ) العمرُ منِّي

وأنا أبحثُ عـن جنَّــةِ عـدنِ

 

ثــمَّ أضنتْـنــي تباعاً عِلَـلٌ

باعدتْ بيـني ومـا كنتُ أُمنِّـي

 

في بلوغِ الهدفِ السـامي الذي

كنتُ أرجوهُ لمشروعي وفـنّـِي

 

فانبرى عنِّــي حـسودٌ قائلاً :

لم يعُدْ يملِكُ مزماراً يُغنـــيِّ

 

وهْوَ لا يدري بمـا فـي خافقي

من تحدٍّ حلَّ فـي طبعي وشأني

 

ولهـــــذا لم أُداهنْ أحـداً

رغبةً فـي حُظوةٍ، أو فـي تدنِّي

 

رغمَ أنَّ البغـــيَ قد خيَّرنـي

بينَ ذلِّ العـيشِ، أو عيـشٍ بيمنِ

 

فاعترى النفــسَ اختيارٌ ثالـثٌ

فـيهِ قد ينجوْ من الإرهاقِ جفني

 

كان فــي المنفى الذي أمَّنـني

جابراً ما كانَ من كـسرٍ بغصني

 

إنْ يكنْ ظنِّـي تغشّـى بعضَهم

لم تكنْ يا صاحبي موضِعَ ظنِّي

 

وســأبقـى ذاكراً موصِـلَنا

مثلَ ذكرايَ لذي الصـوتِ الأغنِّ

1139-abdulrida

.....................................

‏‏{ما معاد الطير في الكرب بهين}

أ.د عبدالوهاب العدواني

.......................................

كتبت هذه "القصيدة"؛ تعليقا على "صورة " لصديقنا الأستاذ الدكتور "عبدالرضا علي" أستاذ ' الأدب العربي الحديث ونقده ' في جامعات الموصل، والمستنصرية، وصنعاء، وكان قد غادر "جامعة الموصل" سنة : (١٩٩١) بعد "عشر سنوات" ¹  من تاريخ مجيد فيها، ولم أره عيانا إلى يومنا، وقد استقر به المقام في مدينة "كاردف" الانكليزية، و'الصورة ' منشورة منها .

...........................

 

أيها الغائبُ لو تعرفُ: أنِّــي

كـمْ أنا الذاكرُ أعوامَ  التهنِّـي

 

إنها الأمــسُ الــذي تعرفه

يوم كان العيش كالروض الأغنِّ

 

قلبـــيَ العارفُ مـن يذكرُهُ

وأنا الذاكرُ للغائبِ عنِّــــي

 

فاعجبن منِّـــي كما يعجبكمْ

زبدة العيشِ علالات التمنِّــي

والتمنِّــي عودةٌ حاضــرة

تشرحُ الصدرَ بأمسٍ لم يفتْـني

 

لو يعودُ العمرُ : قــد أسألُـهُ

ما الذي يخسرُ لو وافقَ ظنِّـي

 

فأنا الخاســـرُ إلا حلمــي

بصفاءِ الأمس إذ يهربُ منِّـي

 

أرجع الساعات كــي تجمنا

فأنا المرجع فكري بتضــنِّي

 

كل ما فات عزيــزٌ عنـدنا

و يعزُّ الهجر والهجرة .. سلني

 

فجواباتُ فوآدي حضــرتْ

أعطني الردَ بصـمتٍ أو بفنِّ

 

أنـتَ صنوُ الفنِّ .. لا أنكرُكمْ

حسنكمْ - والله - لا يشبهُ حسني

 

أنا لا أملكُ حســـناً .. أبدا ً

غيـرَ قلبٍ شفَّهُ الهجرُ بحزنِ

 

وهوَ الصادقُ فـــي ذكركُمُ

قطُّ ما أخلفَ .. والصادق يعني

 

والذي يعنيه : كمْ أســـعدَهُ

مشهدُ الصورةِ قــد عزَّ بعينِ

 

حكمَ " الله " بهذا .. فمضــت

زهوةُ الأعمارِ فـي مدفنِ أمنِ

 

أين ذاكَ الأمنُ فــي موطنِنا

فأعنِّي كي أرى الأمنَ أعنِّـي

 

ويعودُ الطيرُ مـــن غربتِهِ

ما معاد الطير في الكربِ بهينِ

 

........................

(1) كانت مغادرتي في العام 1992، بعدَ أن أمضيتُ في جامعة الموصل خمسةَ عشرَ عاماً...وقد ظنّها الدكتور العدواني عشراً من السنوات.

 

في نصوص اليوم