نصوص أدبية
تمــــــادي
وترمي على تلال الماء مراسيم التفتت. هذا إذا أقرّت (لكم، ولم تُقر لي) هي رغبة التواصل وخرجت من فيافي الصمت المميت، حيث الأنامل الشمعية تطبع تاريخها لهباً من انسحاق وتمادي يغذّي الروح بالتآكل عندما قالت لها النصائح قفي أيتها الفراشة اللاهثة خلف بيارق الاشتعال .. تمهّلي بلهفتكِ يا راكضة باتجاه شغف القتل اللذيذ .. يا شهد الطلع / أيتها الرهيفة المتلفّعة عباءة المساحيق الشفاهية .. رويدك يا خارجة من مضارب المازوش....
ما أبِهَتْ ..!!
لن تأبه ...!!
ولم تعرف لنداءات التحذير ترجمةً ..!!!
انطلقت غارقة /عائمةً . وظلّت متوارية / هائمة ... تنده بالنور المتذبذب قدّامها أن يمارس التعثّر كي تلحق به وتنسفح على دكته، وكان هو لا يُعر همّاً لرجاءاتها السحيقة، لأنَّ الفراشات، الفراشات كثرٌ، والمُحترقات، المُحترقات متهافتات تترى ... يواصل السير حثيثاً، ممتشقاً سيف الكبرياء السادي، رافلاً على أديم الجراح الفاغرة لطعينات توسدنَ روابي الخديعة والتحفنَ الذكريات الرمادية، ساعيات بعيون الندم لتلقّي نداءات الإنقاذ، ولكن لا صوت للبحّة / لا مسامع للتشفّي ... وكانت هي تزرق ساقيها برغبة الجري الهوائي، ناشرةً / واهبةً جناحيها لتطويق عنقه النوراني النيّر، وحيازة عطر الغواية حصيلة اللهب، لا رماد الاحتراق ... آن مددتُ لها أصابعي ترسم برزخاً / تمنع انتحاراً. فما الذي حصل؟
قُضمت الأصابع، وتفاقم عنادها . ازدادت الهمهمة وتكرّست جحافل التحدّيات . يومها توقَّف اللهب أراهُ / أراها من بعيد . استدار فارداً ذراعيه لأجنحتها الرحيقية وأنفاسها اللاهثة، وعينيها الممتلئتين شوقاً وانبهاراً بوهجهِ الساطع الذي سرعان ما بثَّ سحرَه الحارق، مُطلقاً صوتاً كالشواء / مستأنساً لارتطام رخيم عند قدميه الباردتين .. هل اتّعضَت؟! ....
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1271 الثلاثاء 29/12/2009)