نصوص أدبية

هؤلاء الذين يحيون ...

 

هؤلاء الذين يحيون، هم أولئك الذين يناضلون، هم

أولئك الذين يفعم منهم الروح و الجبهة مقصد راسخ ركين،

أولئك الذين - بقدر عليّ - يصعدون الذ ّروة الوعرة،

أولئك الذين يمشون متأ مّلين مأخوذين بهدف سام رفيع،

نصب عيونهم بلا انقطاع ليل نهار،

بعض جهد مقدس أو بعض حب كبير.

إنه النبيّ القديس ساجدا أمام التابوت،

إنه المشتغل المحترف، الراعي، العامل و البطريرك

أولئك أصحاب القلوب الطيبة الطيبه، أولئك الذين أياّمهم طافحة مترعه،

أولئك يحيون، سيّدي مولاي ! الآخرون أرثي لهم.

لأن العدم - من عراء ضجره - يسكرهم

ذلك أن أثقل وزر، وجود دونما حياه.

غير نا فعين، مبدّدون، يسحبون في هذه الدنيا

الضّنك المعتم لوجود بغير تفكير...

إنهم العابرون المارّون ببرود، من غير هدف، بلا قضيّة، و لا عمر،

حضيض النوع البشريّ الذي يضمحلّ سحابا.

هؤلاء الذين لا نتعرّف عليهم، هؤلاء الذين لا نحسبهم

أولاء الذين يفقدون الكلمات، العزائم، و الخطوات.

الظلّ القاتم حولهم يتمدّد و يتراجع.

ليس لهم من وضح النهار سوى شفق بعيد بعيد

لأنهم و هم يطلقون - بلا تبصّر - الصّيحات، الأصوات و الضجّة،

يتيهون قريبا من الحافة المشؤومة للعتمة.

 

* شعر / فيكتور هوجو * قصاص * ترجمة / محسن العوني

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1271 الثلاثاء 29/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم