نصوص أدبية

أُعْطِيـكَ مَهْما مَنَعْــتَ

حتّى البَسْمةُ تُسْتَرَقُ خِلْسَةً

 من هَديـرِ العَبَـرات،

 

أُعْطِيـكَ مَهْما مَنَعْــتَ .. / محمد المهدي

 

في وطني ..

 تُلْوى أفواهُ القِرابِ قِـبْلَــةَ

 التّـافهين والتّــافِهات،

من الرّاقصين على الجراح والرّاقصات،

 والمُطربين والمُطربات،

 والمُمثلين والمُمثلات.

في وطني ..

ليس للطّوى مــا يَـقْــتاتُ،

أو لِلْقَــرِّ ما يُـــــوقِ الآفــات.

أَو يَصْطَــلي مِن صَقيــعِ النّظَـرات.

في وطني ..

لِلْمُـقْـتات فُـتَاتُ الفُـتـاتِ..

وَ الهَمْسةُ تَسْتَـتِــرُ خَلْفَ الهَمَســات،

حتّى البَسْمةُ تُسْتَرَقُ خِلْسَةً من هَديـرِ العَبَـرات،

حتّى الغَفْـوةُ تُجترحُ قَـهْرا من سَديم الآهات.

في وطني ..

للشقيّ الشّقاوَة والقَساوة،

و"للتقي" النّقاوة والطّراوَة،

و كـلّ ما فوقَ الثّـَـــــــــرى،

وما تحت الثَّــــرى،

من البَهائم والوَرى ..

حتى الأنعامُ والأفهامُ،

و الأيّــامُ والأعوامُ .

في وطني ..

للمُعدَمِ الآلام  والأسقامُ،

و الأحلامُ والأوهامُ .

و الأزماتُ والكَدمات .

في وطني ..

للمُنْعَم الوُدُّ والوَرْدُ،

و كُــلَّما جَمعَ الوِرْدُ،

و مَا حَـازَ الصَّيْـدُ .

في وطني ..

للمُعْسِرُ الكَــدُّ والشَّــدُّ،

وَ سَرابُ الوَعْــد.

يا وَطَـني ..

لكَ المجْدُ كُلَّ يَومٍ، أُعِــدُّ

لَـكَ الأحلامَ، وأَصُــدُّ

عَنْكَ العِــدَا، وأَمُــــدُّ

لَــكَ يَدَايَ مُحِبًّــا،

مَهْمَا شَدَدْتَ عَن غَيْـرِ قَصْـدٍ..

لَكَ الوُدُّ عَنْ قَصْدٍ،

فَلَيْسَ عَنْ هَواكَ صَـــــــدٌّ،

وَ ما لِكِــلانَــا عَنْ كِلانَــا بُـــــدٌ..

عروةٌ وُثْقَـــى لَيْسَ لِـمَداهَــا حَــدٌّ .

 

محمد المهدي - المغرب

14 فبراير 2017

 

في نصوص اليوم