نصوص أدبية

ســـراب

تذكّرْتُ أياماً علـــــى القلبِ وشمُها

فأمسيتُ والعينانِ بالدمـــــعِ شارقهْ

 

ســـراب / عبد الفتاح المطلبي

شراعي غفا والليلُ طـــــوَلَ غاسقَهْ

ولمْ يصحُ إلا والســـــــــفينةُ غارقَهْ

ولم تكنْ الأحـــــــــــــلامُ إلاّ سرابَهُ

و بالأمس كانت فوق صاريهِ خافقهْ

فسلّمتُ أمري للأعاصيــــرِ مُرغماً

صموتاً ولكنّ التباريــــــــــحَ ناطقه

تذكّرْتُ أياماً علـــــى القلبِ وشمُها

فأمسيتُ والعينانِ بالدمـــــعِ شارقهْ

كأن دموع العيـــــــــن لمّا تدافعتْ

حصىً فوق شطآنٍ من الحزنِ ناتقهْ

قطيعٌ من الأحـــــــلامِ ينفرُ شارداً

وصائدُها فــــي قوسهِ ألفُ عائقهْ

أُطاردُها فـــــــي سكّةِ العمرِ لاهثاً

ولمْ أحظَ إلاّ بالهزيـــــــــــلةِ نافقة

أناورُها والليـــــــــــلُ تعوي ذئابهُ

وكادتْ تُدانيــــــــني فأطلقَ باشقَهْ

وإني وإياها كمؤتـــــــــــمنٍ على

وَدائعِهِ في دُهمةِ الليــــــلِ سارقَهْ

مريباتُ لا يُفصحنَ عمّـــــا يُردنَهُ

ومنهنّ أشذاءُ الرياحيــــــنِ عابقهْ

ولستُ بميّالٍ إلــــــــى  ما يريبني

ولكن لي نفسٌ مــــن المهدِ عاشقة

أراها وقد تاقتْ إلــــى ظلّ  نخلةٍ

على الرغم من كُثرِالجراحاتِ سامقة

وهادلةٍ ما أسعفَ الليــــــــــلُ جفنَها

وعنّت لها الشكوى ولـــم تكُ طائقة

أكاشفُها همّي وتكشـــــــــــفُ همّها

خليلان متبولٌ وأخـــــــرى  مُفارِقة

وما علِمَتْ حتى غزتنــــــي  كتائبٌ

من السُهدِ صهّالٌ بـها الشوقُ ماحقة

سِراعاً إلى ليلِ الســـــــديم تخبًّ بي

خيولٌ على أعرافــــــها ألفُ طارقة

وما كنتُ فـي مضمارها غيرَ خاسرٍ

يصيح بها مهــــــــــلاً فتجمحُ مارقة

كأني أرى تحــــــتَ الحوافرِ خافقي

تُطاعنهُ سيقانُـــــــــها طعن  حانقة

وليسَ بمأمـــــــــولٍ تفادي جُماحُها

فقد جُبِلتْ وثّابةَ الخطــــــــوِ حاذقة

وجِلتُ وجالتْ ترفضُ اللّجم يومها

وتحتَ نواصيها العلامــــات بارقهْ

أعنتها في قبضة الريـــــــحِ تنتهي

تغيرُإلى غاياتــــــــــها وهي واثقهْ

أشاحتْ ولكن أينـــما حطتِ النوى

ستبقى إلى طيفٍ من الأمسِ رامقهْ

تغضّ ولكن الهـوى يورث الجوى

فكيفَ ستنسى مــا بها وهي وامقهْ

 

في نصوص اليوم