نصوص أدبية

أقوامُ باقٍ!!

ومَنْ حَسِبَ الحياةَ بلا مَتاعٍ

يُقاهِرُها بما كَرِهَتْ ومَجّتْ

 

أقوامُ باقٍ!! / صادق السامرائي

 

وهلْ أقوامُ باقٍ قدْ تبّقتْ؟

ومِنْ ماضٍ على عُصُرٍ تردّتْ

 

أيَبْقى كلّ مَأسورٍ بحَتْفٍ

وما بَقِيَتْ بهمْ أمَمٌ وعَزّتْ

 

هيَ الأكوانُ تطْحَنُنا رَحاها

وتنْثرُنا على صُعُدٍ تمَنّتْ

 

وما كنّا بدائرةٍ مُحيْطا

وما ارْتكزتْ على خَلْقٍ ودَبّتْ

 

مساراتٌ مدبّرةٌ وتسْعى

لبادئةٍ بخاتمةٍ تبدّتْ

 

أَرانا طيْفها بَعْضَ انْتباهٍ

وأوْدَعنا بأقْبيةٍ تصدَّتْ

 

كأسْرى في مَرابعها ونشقى

بأنوارٍ وطالعةٍ تعدَّتْ

 

كأنّ التربَ مَعجونٌ بحيٍّ

فمَسْعانا إلى ثُغُرٍ تشَهّتْ

 

مَراسيلٌ تُجابهُنا بحُكمٍ

وتَطْعَننا ومِدْيَتُها أُعِدَّتْ

 

ومَنْ حَسِبَ الحياةَ بلا مَتاعٍ

يُقاهِرُها بما كَرِهَتْ ومَجّتْ

 

تَساكبَ ماؤها جَرْيا بنَهرٍ

وإنْ رَكدَتْ بأوْعيةٍ تأبّتْ

 

فما بَقِيَتْ على حالٍ خُطاها

تداورُها ونَحْسبُها اسْتقرّتْ

 

عَلائِمُ سَرْمَدٍ ولجتْ مَتاها

يُخلّقها بنا أنّى تولّتْ

 

عجائبُ قوةٍ ذاتِ امْتدادٍ

بأرْوقةٍ إلى غَيْبٍ أُقِلَّتْ

 

هيَ الأكوانُ مِنْ كونٍ تنامتْ

فأطْلقها بشاسِعةٍ تطوّتْ

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

في نصوص اليوم