نصوص أدبية

لا عليك

فلا عجب ان يتهجى الصمت منعطفات الوسواس

ويمنحني البحر حنجرة غليظة للاستنكار

 

لا عليك / عبد الستار الزبيدي

لا عليك أيها الكتمان

الساعات نضدت أزياءها

بعناية تامة

وشقوق الذاكرة تمرست ركوب التصدي

لا زالت تُرقّع اهتراء التجربة

 بنسيج من غسق وعناء الزنابق

اما انا بعزقت سجلات النوايا المارقة

ارخيت مطاطية القرار

ورحت استجوب لعنة التمرد

دون غفلة

فلا عجب ان يتهجى الصمت منعطفات الوسواس

ويمنحني البحر حنجرة غليظة للاستنكار

أيها الوجع المتأبط فراخ الشيطان

دع الملام وخلِ مربط الرسن        بين الخليطين من شدو و من شجن

قد اولج الركب مني دون قاصدة     بالوجد حتى ينوء الحدي بالظعن

على مرمى ذاكرة

من اندلاع الفاقة

ثمة مواسم للهذيان

وجسد تسلله عبق الطُلع

*******

حين شذب الظل آفاق الاحلام

أدى الفزع مناسكه

على هامش القنوط

وراحت المدينة تحصي أعضاءها

وساوس

وسكاناً

 وشجراً

كلاً بحسبان

وعند تقاطع الندى بالهاجِرَة

شُرعت أبواب الرحمة للصفير

عندئذ

اوجعتني وَاعِية الاماني

وانا منكب لتزيين مخلفات الاحتراق

ما كنت ابدأ هذا التيه عن بطر      تيه الظمي إلى توهيمة المزن

ما بين معترك حرج ومنعطف      وعر تروّغت الاحداث بالطيَن

أهيم في البيد صباً ما بدا أملاً      ركني ولا سكنٌ أنصفته سكني

احث خطوي لم آبه بنازلة            يا نازلات تدني فالقطوف دني

أيما خراب يدق اطنابه عميقا

بين التآكل

 ومحتويات الروح

يندهني تاريخ مضمخ بالإحراج

انهض بثقل رمادي

أُبارك الاخضرار

ارمم نافذة كانت ناصعة يوم ما

آهلة بما أُوتيت

من ابتهالات وخصوبة

*******

قد مسني البرد ما ضرت لجاجته     يضوع لا زال دفء النخل من بدني

لا زال يجري شميم الطلع في رئتي     مضيا الى الروح مثل الماء في الغصن

من مبلغ لحمام الدوح عبر جوىً        ان بالرصافة ناحت جنني حزني

ان المتيم اذ ما طار طائره               يتوه شوقا ويبري الجسم من وهن

وذا فزعي الموروث

نحتته خارطة العمر في اقبية الاضداد

امد بقاياي رغم تلعثم الاحلام

بين ازدحام القذائف

اعيد نسيج مرثيتي

أيتها الزنابق المستباحة

تعالي نوثق تحنن متلازمة الرحمة

حنو الموج على هديل بض

حنو القمر على قبلة عاشقين

حنو الافنان على انسياب وشوشة قمر

حنو الحكومة الكريمة بمشانقها على الوطن

تعالي نتعرى

نرزم سجلات عشقنا

للرافدين عروقي شُدَّ منبتها           ان جاسها الضيم بات القلب يوجعني

ماء الفرات خشوعا زادني وتقىً         ونهد دجلة يروي طاهر اللبن

*******

تُوهمني قشعريرة المساء

ابتكر خارطة

لفزعي المزمن

اترك نصف صلاتي

معلقة حصرا

عند محراب الانتماء

امسد كل ثقوب الخطيئة

التي ادمنت استنشاق الحروب

اترك احلامي تلبط

 بين الروح وضفاف بحيرة ضوء

رحماك يا قلب ذي بلوى مؤلفة       بأن تقاس عجاف البيد بالهجن

وان تنشر الجمادات غسيلها

فوق سقف طقوسك

البارعة في تصوفها

رحماك يا قلب

الصلاة لها نكهة الحنطة

لا تجعلن انين الروح مأخذة          نوح المتيم موروث من السنن

اذا حزنت فذا جرحي وذا شجني    انا الغريب ومعنى شيمتي حزني

مالي بتلك على النرويج من قدم     فيها المحطات ترميني وتلقطني

تجزي خطاي حدودا في تعثرها     أغيب عنك وأنت الروح يا وطني

خالطت تربك تكويني كعاشقةٍ         فصب قالبنا في محكم لَسن

انا العراق عراقي والجنوب دمي    والنخل مأذنتي والملتقى شجني

صرح اشم مع الأيام منتصبا         يبقى العراق ركوعاً دونه زمني

*******

أُقارب ظلي رغم مساحات الاشتعال

ارصد التباس الفضيلة بالخَسْفَة

أفتش في الجهات السبع

من نصف قُبلة عتيقة

عن عابر سنين

اعرف انها تسقي خلجات قاحلة

عساها تمد نافِلة

بين مسالك مُلْتَوية

يوخزها التناقص

مع كل نقرة نبض

على حائط يوم آخر

*******

هذه الغيمة الناصعة البياض

التي اعتكفت الصراط الموصول

نحو السماوات المشاعية

اجزم إنها أشواق شاعر عاشق

اختلطت عليه المسالك

فأضاع ضالته

بعيدا جداً

هناك حيث حافة الأرض

وهو يغني ولا زال

 يشهق نشيجاً

يغني

ميسان عفوك ما أسريت عن بطرٍ   أمبدل من زلال الماء باللجن؟

أم مؤنس للكراكي حين يدركها      لغط الجناحين بين القنص والسجن؟

ولا ضعيف إذا ما قادني شغفي      أقوى من الحصب حتى الأنمل اللدن

قال العراق وقال المجد خادمه       للنائبات: هلا في ملعب الطعن

وللعواصف هبي دونما حذر        جزما تقرين اذ ما اشرعت سفني

*******

مسارات

بالكاد أن تلمح ما خبأت ألأضداد

تحت قميصي

من رغبات مغلوب على أمرها

وخطىً أدمنت الصمت

من فرط رسوخها

لعلها دواعي زفرات الخناس

المارقة

بين فزع خرافة المكان والطب العدلي

أهو الهزيع الأخير؟

أن تستباح كما الرافدين

بمحض انحدار

ميسان الهج يا ميسان يا قدري       بك اقترنت اقتران العين بالجفن

للفارعات يردن الماء في غنجٍ        يرقصن سكرا مع البردي كاللحن

للكوخ للشط للناعور قاصدتي        وللبيادر رغم الضيم والمحن

*******

عبرت

والمنافي استوطنت قامتي ملعبا للتصحر

هجرت تراتيلي العصافير

وانا اسحل بقايا العمر

باسطا جسدي يناهز قُبَلُك

ان تهطل مدرارا مع كل صباحات انتمائي

لأنها

عطاءة يستمد الجود غايته           منها وتؤمن من لم يأوه أمنِ

ابن العراق خليط الشمس نطفته    يمضي مع المجد مضي البارقات سني

وضاء تخترق التاريخ قامته       ومستنير كبرق السيف في الدجن

دع الملام وخليني على صبب     إني لترب عراق الحب في رهن

جبت الاراضين سعيا  دونما كلل   ما كان مثلك في الدنيا ولم يكن

 

عبد الستار جبار عبد النبي الزبيدي

 

 

 

في نصوص اليوم