نصوص أدبية

وترجني كالزبيب في المعصر

منكب على ضفاف الأمل المفقود

أستودع الطريق الراحل في رأسي

البيت المائل على كتفي

 

وترجني كالزبيب في المعصر / حارث معد

 

فوقَ صدري

سورٌ يموت

أمامي حضارةٌ تهاجر

وأنا ألفية تختبئ

في حصانٍ من خشب

 

طروادةُ تعود

المشهدُ يعودُ

والنارُ غاضبة

تحرق البحرَ واليابسة

وأنا الربان

بين زوبعة وجزيرة

أناحر الهاوية

 

استسلمتْ عفة للروح

لوحت

رأيت الرغيف شمسا

تطل على غد غائبٍ وأهله

أهله الراحلون في زوارق الموت

وأنا عقود تغرق

مثل طفل

منكب على ضفاف الأمل المفقود

أستودع الطريق الراحل في رأسي

البيت المائل على كتفي

أستودع ما رافقني من جدل وثرثرة

من فمٍ وسيكارة

من ذقن بلا رغوة

من مسرح وستارة

وأكاد أنسى

مدينةَ الخبز والفستق

مدينة ترجني

كالزبيبِ في المعصر

وكنت أنا الكأسَ والسهر

وأنشودةَ المغيب

وما يحكى في الجلسة

عن نبوخذ نصر

وسنحاريب

***

 

حارث معد - الموصل

في نصوص اليوم