نصوص أدبية

وحوش النار!!

وصوتُ فؤادِها صَدَحٌ بغُصْنٍ

يُرنّم جوهرا فيهِ تماهتْ

 

وحوش النار!! / صادق السامرائي

 

وحوشُ النارِ مِنْ جَزعٍ تلاحَتْ

فأجّتْ جَمْرَها وبهِ اسْتقادتْ

 

وألْقتْ حِمْلها فوقَ اسْتعارٍ

ومِنْ حَنقٍ على وَطنٍ تداعتْ

 

هيَ الأحقادُ مُنْطَلقُ انْتقامٍ

تُعَصِّفها عَفاريتٌ تآوَتْ

 

وإنّ الجُرحَ نزّافُ اقتدارٍ

يُباغِتُ أمّةً جَهَلتْ فهانتْ

 

وفرْطُ العَقدِ مَرهونٌ بضَعفٍ

وكلّ عَليّةٍ يوما تهاوتْ

 

عقائدُ مَجْدِها ذاتُ اعْتصامٍ

بآصِرةٍ إذا افترَقتْ تآختْ

 

وإنّ الفِعلَ جلاّبٌ لفِعلٍ

يُذكّرُها  بما كسَبتْ تساقتْ

 

كأنّ الخيرَ من شرٍّ تأتّى

وأنّ شرورَها برزتْ وسادتْ

 

وما وردتْ لرافدها وأرْوَتْ

مُصاديةً على رمَضٍ ترامتْ

 

أقاسِمها الشواردَ دونَ عِلمٍ

فتمنحني مفاتيحا توارتْ

 

أسيرةُ كنهها ظهرتْ كبَرقٍ

يوامضُ نورَها وبهِ أبانَتْ

 

وقد شَربتْ من الأقداح قَطرا

وفي قدحٍ مِنَ الأنوار فاضتْ

 

مُسرْمدةً وما فيها تغاضى

يُجاهرها بغامضةٍ تناءتْ

 

وشاردةٍ عن الإدراكِ تسعى

بدائرةٍ بها الأكوانُ دارتْ

 

ومِنْ أزلٍ إلى أبدٍ هواها

 يُغالبُ رغبةً عنها أشاحتْ

 

فكمْ جَلبتْ لنا الأهوالُ عُسْرا

وما انْكسَرتْ ولا عَثرتْ وخارتْ

 

تدوّرنا دواليبُ اعْتصارٍ

فتأكلنا صِراعاتٌ تنامتْ

 

مساوؤها على سوءٍ تَعدّتْ

كأنّ السوءَ مِنْ عُصُرٍ أساءتْ

 

وصوتُ فؤادِها صَدَحٌ بغُصْنٍ

يُرنّم جوهرا فيهِ تماهتْ

 

أيا سِرّا لهُ الأعماقُ نثّتْ

فأبْدَتْ كامِنا حتى اسْتطارتْ

 

نمرُّ خلالها والروحُ غابتْ

ومِنْ عَجَبٍ بغيْبَتِها أماتتْ

 

فهلْ بَصَرتْ وهلْ نَبَضتْ بخلقٍ

بهِ الأسْبابُ أغْيابٌ تماْحتْ!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

في نصوص اليوم